أحمد رسن ….
منذ عام 2005، وهو العام الذي شهد الإستفتاء العام على الدستور الدائم للبلاد، والعراق يشهد انتخابات تشريعية دورية كل اربعة أعوام إتحادية ومحلية. وبناءا على نتائج تلك الانتخابات تشكلت الحكومات العراقية التي تعاقبت على حكم البلاد الى يومنا هذا.
وقد عرفتْ الإنتخابات العراقية طيلة الدورات الماضية بتشكيل قوائم انتخابية ذات سمات طائفية او قومية، وهذا ما يتناقض مع المفهوم السياسي الديمقراطي القاضي بأن المواطنة هي الأساس وان الوطن خيمة للجميع، بغض النظر عن الانتماءات الثانوية، وقد ادى تغليب السمات الثانوية على السمات الوطنية في تشكيل القوائم الانتخابية، الى تعميق الشعور الطائفي والقومي الذي غذّاهُ النظام السابق، على حساب الشعور الوطني الجامع لكل المواطنين العراقيين.
فعند القاء نظرة شاملة على الأوضاع في البلاد اليوم، نستطيع ان نتلمّس الركود الحاصل فيها وعلى الصعد كافة،وعند البحث في اسباب ذلك وعن التصدعات الوطنية وتباطؤ عملية التنمية، نجد أن الشعور بالإنقسام يأتي في مقدمة الأسباب التي أدّت الى هذه النتائج السلبيّة الضارّة بالمسيرة الوطنية.
لذلك، ونحن مقبلون على انتخابات دورة عام 2018، التي سوف تجرى يوم الثاني عشر من شهرأيار، ما أحوجنا إلى إعادة النظر بتلك السمات البعيدة عن المعايير الوطنية التي شابت وعابت القوائم الإنتخابية ومن ثمّ َ الكتل السياسية، فالأداء السياسي للبلاد.
إذاً، على قادة وزعماء الأحزاب والتيارات السياسية التي سوف تشارك في الانتخابات المقبلة وعلى الصعيدين الإتحادي والمحلي أن تنظر الى هذا الأمر بأهمية وطنية خاصة، وان تؤثره على غيره من المصالح الخاصّة، وذلك باتخاذ قرار سياسيّ حاسم ومصيريّ، بتشكيل قوائم انتخابية وطنية عابرة للمكونات الإجتماعية، وان كان هذا القرار صعبا ومؤلما.
وعلى هؤلاء ايضا، أن يثقفوا جمهورهم ومريديهم وبالتالي كل قطاعات الشعب الى أهمية تعزيز الشعور الوطني والروح الوطنية، لما لذلك من أهمية فائقة، في استقرار البلاد و انسيابية سير العملية التنموية المرجوّة.
Post Views: 3٬376