الدكتور حسين السلطاني : على الدولة ان تبني ثقافتها كما تبني ترسانتها العسكرية .
استقبلت جمعية الثقافة للجميع في مركزها ببغداد رئيس مؤسسة السجناء السياسيين الدكتور حسين السلطاني ، واعلنت الجمعية احتفاءها به وخصصت له ندوة حوارية . وعرفت الجمعية المذكورة باحتفاءها بالمنجزات المتميزة في الادارة والسياسة والفن والادب ، واستدعاء اصحابها لتعريفهم والاستماع الى قصص نجاحهم وتسليط الضوء على اسلوبهم في العمل ، وعقدت الجمعية ندوتها تحت عنوان (مؤسسة السجناء السياسيين … قراءة في الانجازات والعقبات) .
وفي الندوة التي ادارها الدكتور عبد جاسم الساعدي وحضرها جمهور غفير تحدث رئيس المؤسسة مؤكدا على أهمية النضوج العمري والفكري والمهني في تولي المراكز القيادية ، واعتماد الجانب الفكري والمهني في عملية التطوير والارتقاء ، مشيرا الى اهمية التواصل الجدي بين المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني بكل مسمياتها ، لكي يستمد العمل التنفيذي قوته من الجمهور ، بالمقابل يجب ان يكون الجمهور واعيا ، ولا بد من بناء الثقافة بشكل مواز لبناء الترسانة العسكرية ، مؤكدا ان الثقافة الاصيلة ضمان للانتصار في الحرب الناعمة والترسانة العسكرية ضمان للانتصار في الحرب العسكرية ، والحرب الاولى اخطر من الثانية . وبارك الدكتور السلطاني عمل الجمعية ومبادراتها وندواتها قائلا بأنها مهمة جدا لكلا الطرفين ، لكل من الجمعية وضيوفها وهو برهان على التكامل وليس الندية بينهما .
وحول ايجازه المقدم للندوة عن واقع وطموح ومنجز المؤسسة قال الدكتور السلطاني : اني اتحدث بطريقة مهنية وحياد كامل ، وكلكم تشاطرونني الرأي بضرورة انصاف تلك الشرائح المضحية التي وقفت بشجاعة بوجه اعتى الانظمة الاستبدادية ، والأمة المحترمة هي التي تنصف رموزها ومن ضحوا لأجلها وتفتخر بهم وتكون وفية لهم ، وتوثق تأريخهم بالفن والادب ليكون نبراسا للأجيال المقبلة .
وفي سياق الندوة التي عقدت في مقر الجمعية بالكرادة الشرقية في بغداد وجه مدير الندوة سؤالا لرئيس المؤسسة عن الاسباب التي ادت الى تلكؤ عملها في سنوات الوفرة المالية ، فأجاب السلطاني : ان جميع رؤساء المؤسسة الذين تعاقبوا على ادارتها منذ تأسيسها كانوا يعينون بالوكالة ، اضافة الى صفتهم كوزراء ولم يكونوا متفرغين لاعمالها بما يكفي خاصة وانها مؤسسة كبيرة بحجم وزارة ايضا ، مما اوجد ارباكا وتأخيرا في اعمالها .
واضاف السلطاني : عموما فان تباين الصلاحيات وسوء التدبير والقصور يمكن ان يبدد اموالا هائلة ، فقبل سنة 2015 كانت موازنة المؤسسة جيدة جدا وكانت المؤسسة مصنفة ضمن التمويل الذاتي أي توفر حرية اكبر في التصرف بالاموال ، الا ان تلك الاموال هدرت للاسف بشكل غير مدروس ، احيانا 300 مليار توزع بشكل سيء فلا يظهر لها اثر، بينما يمكن ان يظهر اثر مليار دينار تم انفاقه في موضعه فيحقق نتائج طيبة .
وحول مكافحة الفساد كشف الدكتور السلطاني ان طبيعة الصلاحيات في مؤسسات الدولة والروتين تحول دون المضي في معالجات سريعة خاصة محدودية الصلاحيات في التعامل مع الافراد المتهمين وقضية تشكيل اللجان المطولة والمعقدة ، قائلا ان مؤسسته حققت نتائج مرضية في هذا السبيل .
وفي حديثه عن تطور اساليب العمل اشار الدكتور السلطاني, الى مشروع الادارة الالكترونية الذي انجزته المؤسسة تمهيدا لربطها بشبكة الحوكمة الالكترونية الوطنية عبر الكابل الضوئي ، الأمر الذي يسهل انجاز معاملات المشمولين ويختصر كثيرا من الحلقات الادارية الزائدة .
وعن مشكلة سجناء 1963 وما اكتنف ملفاتهم من تعقيدات قانونية قال السلطاني, ان الاقسام المعنية في المؤسسة نجحت في حل المشكلة ووضعها على طريق التنفيذ .
ومع ان الندوة استمرت ثلاث ساعات ، لم يتمكن بعض اصحاب المشاكل من طرح اسئلتهم وقد امر رئيس المؤسسة بتسجيل اسماءهم لمتابعة القضايا التي يستفسرون عنها .