بمناسبة يوم السجين السياسي الذي يتزامن في كل عام مع ذكرى شهادة الامام الكاظم(عليه السلام) ,قال رئيس مؤسسة السجناء السياسيين الدكتور حسين السلطاني في بيان له: ان اختيار هذا اليوم كان موفقاً من قبل المشرع العراقي ليكون يوماً وطنيا لابناء هذه الشريحة المضحية .
وادناه نص البيان :
يتزامن يوم السجين السياسي العراقي في الخامس والعشرين من رجب في كل عام مع ذكرى شهادة الإمام الكاظم ( عليه السلام ) وقد كان المشرّع العراقي موفّقاً جداً باختيار هذه المناسبة لتكون يوماً وطنياً لأبناء هذه الشريحة المضّحية ، التي إقتفت نهج إمامها في الدفاع عن حقوق شعبها وحرياته وكرامته ، وتصدت لأعتى طاغوتٍ عرفهُ تاريخ العراق السياسي الحديث ، وتحملت إثر ذلك شتى أنواع الظلم و التعذيب والمعاناة ؛ و الهدف من وراء تحديد هذا اليوم للسجين العراقي هو تحقيق أمرين :
الأول : أن تتولى المؤسسة وجميع الدوائر المعنية بيان حجم الانتهاكات الخطيرة التي اقترفها النظام المباد في مجال حقوق الإنسان بحق الشعب العراقي عموماً والسجناء السياسيين خصوصا ؛ فقد ارتكب النظام الصدامّي جرائم وحشية بحق كل من أبدى أدنى معارضة لسياساته الوحشية ؛ فقد غصت سجونه و معتقلاته بالآلاف من أبناء الشعب العراقي كبارا وصغارا ، رجالاً ونساءاً ، ومن مختلف الشرائح ، ومارس ضدّهم أبشع أنواع التعذيب والاضطهاد والبطش ، وبعد مرور عقود من الزمن على من نجا منهم من بطشه وإضطهاده ، لا تزال آثار التعذيب – الجسدي والنفسي – بادية على أجسادهم و سلوكهم ، الأمر الذي يستدعي منا جميعا – حكومة و شعباً – خصوصا الضحايا أن نتّخذ من هذا اليوم محطة لكشف الجرائم البشعة التي ارتكبها النظام المباد بانتهاكه لحقوق الشعب العراقي ، لنساهم – ما أمكن – بخلق وعي لدى عموم أبناء المجتمع بضرورة احترام الحقوق ، وصون الحريات وقبول الآخر ، على وفق ما أقرّه الدستور والقوانين النافذة ، و لنتجنب ـ قدر المستطاع ـ تكرار تلك المرحلة المظلمة وانتهاكاتها الخطيرة .
الثاني : أن تجعل المؤسسة وجميع الدوائر المعنية بتنفيذ قانونها من هذه المناسبة مثابة لتقييم أدائها في مجال تطبيق ما جاء به هذا القانون من تشريعات لخدمة المشمولين به ، سواءً المادية منها أو المعنوية ، لتحديد الإشكاليات والعقبات التي تحول دون نيل المشمولين به لكثير من الحقوق والامتيازات التي وردت في هذا القانون مع مرور إثني عشر عاماً على صدوره ، ولتتحمّل كل جهة من هذه الجهات مقداراً من المسؤولية إزاء هذا التقصير بغية تجاوزها في المراحل القادمة ؛ وبهذا نكون قد حققنا الغاية المنشودة من هذه المناسبة ومن دون ذلك سيكون هذا اليوم – يوم السجين العراقي – شعاراً خالياً من المحتوى ، ومناسبةً تزيد المعنيين بها الماً ومعاناةً وأسفاً ، لكن في كل الأحوال ستبقى الشرائح المشمولة بقانون المؤسسة وفية لوطنها وشعبها الكريم ، ولن تتخلى عن مسؤولياتها تجاهه ، في المحافظة على وحدته وإستقلاله وإزدهاره ، وستنأى بنفسها عن كل ما يؤدي الى إضعاف دورها ، وتقليل مكانتها ، وتتصدى بحزم لكل مخططات الأعداء الرامية الى إضعاف بلدنا ، وتبديد طاقات مجتمعنا ، بغية السيطرة عليه ونهب ثرواته.
ومن هنا وضعت المؤسسة برنامجا لتحقيق الأمرين أعلاه خلال الأسبوعين المقبلين ، ومن مفردات هذا البرنامج إقامة إحتفال مركزي ستدعو له المؤسسة جميع المسؤولين المعنيين بتطبيق قانون المؤسسة ، وعلى رأسهم دولة رئيس الوزراء.
نسال الله سبحانه و تعالى أن يوفقنا جميعا لأداء مسؤولياتنا اتجاه أبناء هذه الشريحة المضحية .
﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾
الدكتور حسين علي خليل السلطاني
رئيس مؤسسة السجناء السياسيين
25/ رجب / 1439