كتب / احمد رسن ..
بمجرد الإعلان في بغداد عن نتائج الإنتخابات العراقية حتى تسابقت القوائم الفائزة لتنسيق تحالفاتها من أجل تحقيق الحلم بتشكيل الكتلة الأكبر التي تختار رئيس مجلس الوزراء وتشكيل الحكومة التي يجب ان تحظى بموافقة مجلس النواب.
ما لاحظه ويلاحظه المراقبون على هذه الدورة الانتخابية هو تراجع الحسّ الطائفي وربما القومي لصالح النزاهة والكفاءة والبعد الوطني قبل وخلال الإنتخابات وهذا تطور مهم في مجرى مياه العملية السياسية وفي تقدم المجتمع باتجاه ترصين الدولة وتماسكها فازدهارها.
لذلك على القوائم السياسية الفائزة ان تعكس هذا الشعور الوطني الذي يسود الشارع العراقي الآن في تشكيل الكتل السياسية بحيث تكون عابرة للطوائف والمذاهب والقوميات وان تأخذ هذه القوائم بعين الإعتبار والأهمية الفائقة نمو هذا الحسّ الوطني وانتشاره السريع في مناطق العراق والمجتمع العراقي الذي أدرك خطورة اللعبة الطائفية والتأسيس الخبيث لها.
ان التشكيل الوطني للكتل السياسية تحت قبة مجلس النواب سيؤدي بالتأكيد إلى تشكيل حكومة عراقية وطنية مبنية على أساس المواطنة والولاء للوطن وليس على أساس الإنتماء الحزبي والطائفي الذي أدى في السابق الى نظام المحاصصة السياسية الذي جلب الويلات والكوارث على بلدنا ودفع مجتمعنا أثمانها بحارا من الدم والدموع والدمار.
اذاً، أمام مجلس النواب العتيد مهمة وطنية كبيرة وحاسمة تتمثل بتعديل بوصلة العملية السياسية باتجاه بناء الدولة الوطنية وتحقيق رغبة المواطن العراقي الذي انتخب على هذا الأساس السليم.
ولن تتحقق هذه المهمة الوطنية بيسر بسهولة، ذلك ان هذا التحول السياسي الكبير طريق غيرمعبدة يحتاج الى تضحيات كبيرة تتسبب في آلام عميقة لايستطيع تحملها الا اؤلئك الرجال الذين يتفردون بتأسيس التاريخ وصناعته بمهارة استثنائية وهذا ما نأمله في مجلس نوابنا الجديد الذي انتخبنا اعضاءه بحبر دمائنا وتضحيات شبابنا الكبيرة جداً.
Post Views: 3٬528