ازمة الكهرباء .. هل لحلها من سبيل

0
3564

سالم هادي عبود ..
تجري سنوات العمر ولكن بلا اثر, فلا فرق بين ما كان واصبح, فالنتيجة ذاتها هي الراسخة, والتي تأبى التحول من مسيرة الخطى الوئيدة الى سلوك الهمة والنشاط.
حوادث جمة تدور في الافق ولكل منها مأخذ يدفع بنا صوب الضياع واللافائدة وليس ذلك بالأمر المستغرب , بل من بديهيات الزمن التي لا غرابة فيها.
تأريخ يذهب سدىً ومسيرة شعب كامل خابت اماله ، والتأمل في احوال هذا البلد شاهد على خيبة الآمال تلك.
ما ظلمت نفسي ؛ فما أسديت الي النعم وكفرتُ بها ، فكل من كفر بنعمة قد أسديت اليهِ فقد ظلم نفسه ولكني ارجو التغيير وارجو ان ينتقل من عالم غيبهِ الى عالم الشهادة ليراه الحاضرون ويلتمسوا آثاره ويعترفون بإنجازه.
مجرد وعود لا صحة لها تلك التي يتفوه بها المسؤولون فما اكثر ما تناقلته الفضائيات وما اجمل ما صرح به المسؤولون والذي اكدوا فيه على حجم المفاجأة التي سيشهدها العراقيون في شهر رمضان المبارك في ما يتعلق بموضوع الكهرباء , واصروا على ان تكون البشرى في هذا الشهر انسجاماً مع حجم المناسبة .
فراح يتطلع الناس ويتساءلون عما سيكون وعن صحة ما صرح به المسؤولون, وراحوا يهتفون بعضهم لبعض مستبشرين فرحين وتوجه الجميع للدعاء رافعين أيديهم ويقولون : اللهم عجل لنا شهرنا شهر الصيام لنحيا بهِ براحةٍ ووئام غير آبهين ولاشاعرين بالحرارة ولنمضي جل وقتنا ونحن على البردِ ننام.
كهرباء بلا انقطاع على مدار الساعة وتعود كما كانت عليه في سابق عهدها, وسينتهي جدولها المتعرج كل ساعتين, هكذا باتت القناعة راسخة لدى الجميع متطلعين مجيُ الشهر.
وجاء الشهر والذي تزامن مع أحر ايام السنة, وتم استبدال الجدول بجدولٍ اخر ساعة واحدة كل اربع او خمس ساعات, ليعيش الناس أياماً أقسى مما كانت عليه في الجدول السابق وتحول رمضان الخير الى رمضان مُر من الصعب تجاوزه , وتأكد العراقيون فيهِ ان الاجر حقاً على قدرِ المشقة , بعد ان عانوا من قدر كبير من المشقة والاذى.
سؤال يطرح نفسه لماذا هذه الوعود الزائفة اذا كانت النتائج معروفة منذ البداية, وماذا يفسر المسؤولون تلك الوعود, أهي مراوغة؟ , ام ان هناك امور حصلت جعلت النتائج تنتهي الى هذا المستوى من التطبيق المتعثر وغير العادل.
انا شخصياً لا استغرب هذه النتائج رغم شدة ما تناقلته الفضائيات وشدة ما اكدت عليه , لكن نقول ان الصبر بشأن موضوع الكهرباء قد تجاوز الحدود لاسيما وان جميع الحياة بمهنها ومصانعها ومعاملها تعتمد على ميدانها الاول الذي هو الكهرباء اذ لا انتاج بل لا حياة عموماً بدون الكهرباء, لانها الميدان الاول نحو الانطلاق بأي اتجاه.
وهل تبقى الكتابات بشأن موضوع الكهرباء مجرد احرف لا تجد لها صدى على ارض الواقع ولا اذن صاغية , وهل يبقى المتلقون ” صم بكم عمي فهم لا يرجعون” .

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here