جواد عبد الكاظم ….
مثلي مثل جميع العراقيين الشرفاء ؛ أخذني الفضول عندما قرأت ــوأنا أتصفح أحد مواقع التواصل الاجتماعي ــ كلمة ” قاهر الفساد “والحديث كان عن رئيس تنزانيا ” جون بومبي ماجوفولي ” وهو فيديو منقول عن إحدى القنوات الفضائية حيث بدأ المقدم حديثه :
قال رسول الله ـ وصلى الصلاة البتراء على الرسول ـ “لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ” وهنا أراد النبي أن يقطع الطريق أمام المحسوبية والفساد في تطبيق القانون لتحقيق العدالة والمساواة من أجل بناء حضاري قويم ، وأول من سيُطبق عليهم ذلك هم أهل بيته والأقرب الى قلبه .
ذكر تقرير لمنظمة الشفافية العالمية لعام 2016 أن هناك ست دول عربية تتصدر قائمة الأكثر فسادا في العالم . . . وفي المقابل تنزانيا ذلك البلد الصغيرالذي يقع وسط شرق أفريقيا ، والذي يسكنه أكثر بقليل من خمسين مليون نسمة ، تولى رئاستها في عام 2015 جون ماجوفولي الحاصل على الدكتوراه في الكيمياء .
ومنذ اليوم الأول له في قصر الرئاسة قام بزيارة مفاجئة الى أكبر مستشفى حكومي في العاصمة ( دار السلام )وحوّل أكثر المسؤولين فيها الى التحقيق بتهم الفساد وعدم الإنضباط وإهمال علاج المرضى الذين افترشوا طرقات المستشفى وهذه كانت رسالة من الرجل أنه جاء لمحاربة الفساد بكل صوره وأنواعه ، ففي ابريل الماضي فصل نحو (000 10) عشرة آلاف موظف بعد الكشف عن شهادات مزورة ولم يكتف بذلك بل نشر أسماء الموظفين على الملأ مهما كانت درجاتهم الوظيفية ، كما قام بخفض عدد الوزراء من (30) وزيرا الى (19)فقط وطلب منهم الكشف عن ممتلكاتهم وأرصدتهم وهدد بإقالة أي وزير لم يكشف عن حسابه أو لم يوقع على تعهد بالنزاهة ، وخفض ميزانية حفل افتتاح البرلمان الجديد من (100000) مائة ألف دولار الى (7) آلاف دولار وحوّل هذا المبلغ لمرضى الكوليرا آنذاك وتطوير المستشفيات المتهالكة .
في ذكرى تنصيبه نزل الى الشارع واشترك مع الناس في حملة للنظافة العامة بدل حفل يكلف خزينة الدولة مبلغا كبيرا بلا فائدة . . . وبلا تردد أقال رئيس هيئة الموانىء وخمسة من مساعديه ؛ لاكتشافه فسادا بقيمة (40) مليون دولار.
كما أمر ببيع جميع السيارات الحكومية ذات الدفع الرباعي واشترى مكانها سيارات صغيرة ، ومنع المسؤولين من السفر إلى خارج البلاد بغير ترخيص مباشر منه .
وفي إطار حملة أوسع لمحاربة الفساد ؛ أقال مسؤولين بارزين لاتهامهم بالفساد منهم رئيس جهاز مكافحة الفساد ورئيس مصلحة الضرائب ، ومسؤول بارز في السكك الحديدية .
أقول : إذا طال الفساد في تنزانيا رئيس جهاز مكافحة الفساد فيها ، فهذا يعني أنها غارقة فيه ، وأن الفساد فيها بلغ مبلغه ، وأنه من الصعب المستصعب القضاء عليه ، إلا أن رئيسها كان له رأيه ، وهو مَن أطلق عليه شعبه لقب قاهر الفساد أو البلدوزر ، وهو لقب تمجده تنزانيا في حين لم تستطع الشعوب العربية ولو أن تحلم به ، لأنها شبعت حدّ التخمة من حكامها ومسؤوليها الفاسدين المفسدين الذين يزعمون أنهم يحاربون الفساد وهم رأس الفساد وعنوانه ، ولو كان (قاهر الفساد) بينهم لترحموا عليه وكان دعاؤهم له : اللهم ارحمه برحمتك الواسعة واجعل قبره روضة من رياض الجنة !!!!!! .