حسين علي الحمداني …..
قضايا عديدة يتداولها الشارع العراقي بوجهات نظر مختلفة بين هذا الطرف أو ذاك، والاختلاف بديهي في مجتمع يتمتع بحرية التعبير عن الرأي سواء في المقاهي أو صفحات التواصل الاجتماعي وحتى الصحف التي فيها مساحات كبيرة للرأي في الكثير من القضايا.
ومن بين أكثر القضايا حساسية قضية التواجد الأميركي في العراق وما صرح به ترامب من إن الغاية مراقبة إيران واثار هذا التصريح ردود أفعال داخل العراق سواء على المستوى السياسي أو الشعبي وبالتالي أجد إن إطلاق هذا التصريح بمثابة بالون اختبار عن مدى قبول العراق للتواجد الأميركي على أراضيه الآن أو في المستقبل،وإن هذه القضية ستكون حاضرة في جلسات البرلمان العراقي الذي يمتلك القرار في ذلك.وهذا يعني أيضا فتح ملف جديد – قديم في العراق وجره لسياسة المحاور التي تشهدها المنطقة منذ سنوات ليست بالبعيدة، هذه السياسة التي أعلن العراق أكثر من مرة أنه ينأى عنها وإنه بعيد عن الانضمام لأي محور ضد محور آخر وهو موقف يمثل عين الصواب خاصة وإن العراق عانى في السنوات الماضية من الإرهاب وانتصر عليه وبات اليوم بحاجة ماسة لبناء البلد وتطويره .
نحن كمتابعين نسأل هل تحتاج أميركا الأراضي العراقية لمراقبة إيران؟بالتأكيد هي لا تحتاج ذلك في ظل وجود قواعد لها في دول الخليج العربية وهذه القواعد مجهزة بشكل كامل وأدت دورها في الكثير من حروب أميركا في المنطقة ومنها حربها على أفغانستان والعراق،وفي دول متعاونة مع واشنطن في هذا الأمر إلى أبعد الحدود.مضافاً لذلك الأقمار الصناعية التي تجعل العالم بأسره منظوراً لها بيسر وسهولة وهو الذي ندركه جيداً من خلال الضربات الأميركية للعراق سواء عام 1991 أو 2003 وكيف التقطت الأهداف السرية أو كنا نعتبرها سرية و دمرتها بكل سهولة في ظل التكنولوجيا المتقدمة التي تمتلكها واشنطن دون سواها من دول العالم،والآن هذه التكنولوجيا تتطور أكثر خاصة فيما يتعلق بالأسلحة والطائرات والأقمار الصناعية.
هذا من جانب ومن جانب آخر إن علاقتنا مع إيران قوية جداً على جميع الأصعدة وهنالك تبادل تجاري كبير وسياحة متبادلة بين البلدين وحدود برية تتجاوز 1400 كيلو متر وأميركا تعرف جيدا إن الأراضي العراقية غير صالحة لأن تكون منطلقاً سواء للمراقبة أو شن الحرب على بلد مجاور لنا.
لهذا أجد في تصريح الرئيس الأميركي حول تواجد قواته في العراق محاولة لجس نبض العراق سياسيا وشعبيا حول هذه القضية بالذات في ظل وجود وجهات نظر هنا أو هنالك مع إقامة قواعد عسكرية أميركية وأخرى مضادة لها وهذا يعني ان هنالك اختلافاً في وجهات النظر العراقية على المستوى السياسي في هذا الأمر،وأيضا على المستوى الشعبي الذي ينظر لأميركا بريبة وشك والكثير منا يحملها مسؤولية ما جرى في العراق من أحداث.