حاتم حسن …
منذ ظهور الانسان على وجه الارض كان وما يزال يبحث عن خالقه وواجده كي تطمئن به نفسه ويستقر عليه قلبه ، فكان يزداد رغبة وشغفا لمعرفة ربه وقد دلت الاثار القديمة والمدونات الغابرة على مدى تعلق الانسان بهذه الرغبة الجامحة وهذا الهدف المصيري وما زال كذلك لغاية اليوم رغم التطور البشري ، وعند محاولة دراسة الاسباب الموضوعية وراء هذه الفطرة الانسانية التي تريد معرفة الخالق والاتصال به كانت تبرز لنا الاسباب الاتية :
اولا : ابتداءا كان الخوف من قوى الطبيعة كالزلازل والبراكين والفياضانات والعواصف وما شابه ذلك تجعل الانسان يتصور ان هنالك قوة خفية هي من تحرك تلك الامور المخيفة والاهوال المرعبة ، فصار يريد البحث عن تلك القوة ليرضيها ويخفف من غضبها فيقوم بتقديسها وتقديم القرابين لها لارضائها ، فتولدت نتيجة لذلك الخرافة والاسطورة اللتان تمثلان الرحم الاول للفلسفة .
ثانيا : هناك ثلاثة اسئلة خالدة يريدالانسان الاجابةعليها وهي
( من أين ؟ )
( و لماذا ؟ )
( والى أين؟ )
، فمن أين اتى ؟ ولماذا وُجِدْ ؟ والى أين سيذهب ؟ فهواجس الموت ترافقه ، واحوال الغيب تلاحقه يريد معرفة مدبر ومسبب هذه الاحوال ليربط به على قلبه ، ويزيل به خوفه .
ثالثا : كذلك يريد معرفة خالقه ليشكره على نعمه وآلائه الكثيرة مما سخر له ما في السماوات وما في الارض كرد جميل وعرفان له .
رابعا : الرغبة المتوقعة في الفوز بعالم آخر مجرد من الخطيئة والالام والعذابات تعويضا عن سقم الحياة الاولى فذلك يعد عقلا من مصاديق العدل الذي يقتضي الاعتقاد بحتمية وجود خالق لحياة اخرى تنصف المظلومين وتسترجع لهم حقوقهم ، فتهدأ بذلك النفوس ويزداد الامل ويزول الاحباط .
هذا غيض من فيض مما يتبناه العقل الانساني لتوضيح الاسباب الموضوعية للبحث عن الخالق ، متجاوزين الادلة الثبوتية الفلسفية والعقلية والمنطقية والآفاقية وما جاء به الانبياء والرسل من معاجز اخبار السماء …. فما بال المعاندين ؟؟؟
Post Views: 2٬817