سالم هادي …
الشباب مرحلة العطاء , مرحلة الهمة والنشاط والبناء , والتي من سياسات الدول واهتماماتها الأوَل استغلال هذه المرحلة باعتبارها الأهم والأكثر عطاء في حياة الانسان 0 وما شهدت الدول العظمى وغيرها من الدول المتفوقة هذا الرقي ، وما توصلت الى ما هي عليه من حضارة الا باستغلال هذا الهمم وكل حسب تخصصه.
أما في العراق فلم يعد خافيا فعل العصابات البعثية التي جثمت على صدور العراقيين ثلاثة عقود ونصف العقد من الزمن … ما كان خافيا فعلها بالطاقات الشابة واستغلالها السلبي البشع لتلك الطاقات وامتصاص رحيقها في الحروب البعثية ، وفي السجون والاعتقالات وزنزانات الاعدام وما ترتب على ذلك من فقد الآلاف بل قل الملايين من تلك الطاقات في موتهم الحتمي وانقضاء آجالهم ظلما وعدوانا ، أولئك الذين لو أتيحت لهم فرصة الحياة لكان واضحا تأثيرهم وبناؤهم للمجتمع زائدا حرمان الذين كتبت لهم الحياة منهم من طموحاتهم وأحلامهم وقطع شوط مسيرتهم من الوصول إلى ما كانوا يطمحون ويتمنون ، إضافة إلى ما يشهده واقع اليوم من امتداد واضح لتلك المأساة.
فالآن وبعد أن ولّت غصة اسمها البعث ، وتطلّع الجميع وبخاصة الشباب منهم بعين الأمل إلى مسؤولية الدولة والى ما ستتولاه من رعاية لتلك الطاقات واحتضانها ضمن مشاريع الاستثمار التي يجب على العراق البدء بها ، والتي لو اتخذت مسألة الاستثمار وعملية البناء بشكل جاد فإنها تصل إلى استثمار كل طاقات الشباب ، بل وتحتاج بعد الى المزيد , ولكن هل للدولة أن تتخذ فعلا هذه المسؤولية بعين الاعتبار وأن تمضي بها الى حيّز التطبيق ؟
إن ما يعتمل في النفوس من الأيمان والالتزام هو الحافز والكفيل لصرف الكيد عن نفوس الكثير منهم ، والذي له درجات تختلف باختلاف الاستعدادات , وعليه فلا غرابة أن ينحدر الكثيرمنهم ممن لا يمتلك أو تتضاءل عنده درجات الاستعداد أمام إغراء الكثير ممن لا همّ لهم سوى الخراب والدمار والقضاء على وحدة العراق.
فعلى الدولة أن تدرس بدقة ما يترتب على سياستها من انعكاسات يكون من نتائجه التأثير على سلوك الشباب بالذات ؛ مما يسبب لهم فرصة الانخراط في أعمال تخريبية كبيرة يكون من نتائجها الموت والهلاك وزيادة أعمال العنف وزيادة عدد المنحرفين الذين لا إنسانية لهم ولا همّ لهم سوى السير عكس سبيل المجتمع وتقدمه.
Post Views: 2٬422