د.حميد الطرفي …
هناك من يقول أن الديمقراطية أقوى عوداً وابطأ خموداً فهي تؤمن بقاء الأنظمة التي تتخذها اسلوباً في الحكم ، وهنا اقتبس من مقال للدكتور علي المؤمن يقول فيه ان النظم الديمقراطية لا تسقط بالتظاهرات وإنما هناك ثلاث سبل لتغييرها أو استبدالها وهي الانقلاب العسكري والاحتلال العسكري من دولة اجنبية والاستفتاء والانتخابات .
وقد يتساءل القارئ الكريم وهل نظامنا ديمقراطي ؟ أقول نعم وإن كان بائساً أو ضعيفاً شاء من شاء وأبى من أبى ، لأن تقييم الأنظمة يخضع لمعايير علمية . الأزمة التي يمر بها النظام بعد التظاهرات لازالت مستمرة ولا يمكننا التنبؤ التام بما ستؤول إليه الأوضاع مستقبلاً فهناك مخابرات دول دائمة العمل وتنفق المليارات من اجل الإخلال في الوضع العراقي ، ولكن القراءة الحالية تشي أن الأسوء في مآلات التظاهر العنفي قد ولّى وهناك تفهم من شريحة واسعة من المتظاهرين ومؤيديهم لحقيقة ما يجري من تدخلات خارجية لا تصب في صالح العراقيين .
لكن ذلك لا يعني أبداً أن النظام قد مُنح شهادة الحياة وان الشعب يئس من التغيير وإن الفاسدين أصبحوا في مأمن من المحاسبة ، كلا ولكنها فرصة للقائمين على الأمر لإثبات حسن النية وتغيير سلوكهم في المجال العام ، وأداء المرافق العامة للدولة ، فرصة لكسب ثقة الشعب من خلال المنجز ، فواحد من أسباب الشرعية التي يتوسل بها القائمون على الحكم هو شرعية الإنجاز .
الشعب ينتظر رئيساً للوزراء يوجه خطاباً جديداً يكسب القلوب ، ويقوم بأفعال على الأرض تسر النفوس ، وتجبر الخواطر ، فما زال في قوس الصبر منزع ، ولازال للأمل بقية ، ودماء الشهداء من المحتجين ومن سقط من قوى الأمن تستحق من كل مسؤول في الدولة أن يجد ويجتهد ، ويقيّم ويعتبر ، ويُفيد ويستفيد مما سمع ورأى في الأشهر السابقة ، وان لم يكن فكفى بمصير الظالمين واعظاً .
Post Views: 1٬454