حكمت البخاتي …
قبل حسم المعركة مع كورونا بدأ العقل السياسي الغربي يفكر بنتائج هذه المعركة ولمن يحسم الموقف من جهة النفوذ والسلطة في نهايتها .
عالم الاجتماع الفرنسي جاك أتال في مقال له نشره على مدونته يعبر جائحة كورونا ستقوض نظم السلطة في الغرب وتقوض تقاليد العولمة مثلما فعلت جائحة الطاعون في القرن الثامن عشر الميلادي التي أسقطت سلطة رجل الدين لصالح رجل الشرطة ومن ثم لصالح دولة الحماية ورغم أنه يبدو اختزالا كبيرا لطبيعة التحولات في ذلك العصر نحو الدولة الحديثة الا أنه يؤشر حقيقة تاريخية ويعتبر أن جائحة كورونا ستغير ميل الشعوب في الغرب نحو سلطة القطاعات الصحية والخدمية وقطاعات البيئة وهو بهذا لا يخرج مواقع السلطة والقوة عن الغرب فالسلطة والقوة تبقى راسخة في الغرب.
لكن هناك كتاب كبار ومحللون سياسيون يعتقدون بانتقال السلطة والنفوذ الى الشرق ويطرحون الصين بديلا ممكنا فقد كتب الأميركيان كورت م كامبل وروشي دوشي في مجلة فورين أفيرز عن امكانية كورونا في ” اعادة تشكيل النظام العالمي ” وهو عنوان مقالهم جاء فيه ان ما يحدث مع كورونا يعيد الى الذاكرة ما حدث بعد حرب السويس الذي تسبب بنهاية بريطانيا كأعظم قوة كبرى في العالم ويحذرون الولايات المتحدة من احتمالات هذا المصير لها لصالح انتقال النفوذ والسلطة الى دولة الصين.
وفي مقال نشرته الفاينشال تايمز وكتبه غيديون راكمان أكد فيه سعي الصين الى استغلال النجاح الذي حققته في مواجهة فيروس كورونا لتسجيل انتصارا سياسيا واعلاميا على الولايات المتحدة وأوربا .
هكذا يبدو العالم في الغرب والشرق باستثنائنا طبعا حريصا على نتائج ما بعد كورونا . لكن أثارا مهمة وكبيرة ستؤثر علينا في العراق في حالة انهيار النفوذ الأميركي وتراجع القوة العالمية لصالح الشرق طبعا نحن لانجزم بقدر ما نتوقع .