ثائر الربيعي …
1186 رحلة وجع وألم هو عمر صاحب العصر.عج. …رحلة مكللة بالوجع قد ألحت على الاحشاء بالزفرات كما يقول دعبل الخزاعي ،تنتظر الأمة خلاصها على يد منقذها وأن اختلف المسمى له ، لكن الشعوب جميعها تؤمن بوجود المخلص لها من الطواغيت والمستبدين الذين ملأوا الارض فسادا وجورا استحلوا لنفسهم كل شيء وقسموا المجتمعات لنظام الطبقية المقيت حيث لا وجود لأي عدالة اجتماعية إلا بوجوده ،حروب وكوارث وازمات اقتصادية ومجاعة وعبودية وحقوق معدمة ، الجميع ينادي بأعلى صوته متى الفرج ؟ولكن هل الجميع أدركوا مسؤولياتهم لهذا الأمر في غيبة الانتظار؟
نحن نفتقر لأدنى متطلبات آلية الظهور وأبسطها لا زلنا عبيد هوانا وأنفسنا المرتهنة بحكم هوى الشيطان والذي اصبحنا أسارى له دون أن لا نشعر ، فضلا عن زخرف الدنيا البراقة الفاتنة المغرية بملذاتها وجمالها الزائل .
عن أي انتظار اتحدث وكل همي مكائد ودسائس للاخر ، امراض اجتماعية ما انزل الله بها من سلطان ، وتسقيط دون مبرر حتى وصل بنا بأن نغتال الناس معنويا ونلوث تاريخهم لأبسط خلاف في وجهات النظر معهم ، أما المواقف الثابتة فحدث ولا حرج اصبحت تباع وتشترى لمن يدفع اكثر وكأننا في سوقا للنخاسة المبادىء جزأت لأكثر من جزأ حتى تبعثرت فالصعود على التل أسلم والنظر من بعيد هو اصوب من وجهة نظرنا ، يحتاج أمامنا للتضحية كما فعل ابو هارون عندما وضع نفسه في التنور وهو مشتعل عندما أؤتمر بأمر الصادق .ع.
لم يناقشه او يجادله فهل وصلنا لهذا المقام في التجلي للتضحية ؟ يريد بنا ان نكون احرار لله ليس عبيد لأحد نترك الاصنام التي نصنعها بالتمشدق والتملق ، نسعى جاهدين في قضاء حوائج المستضعفين ونأخذ بيد الفقراء ونوصلهم لبر الأمان ، حافظين لغيبة رجالاتنا ، نكون للمظلوم عونا وللظالم خصما وندا ، نحترم الانسان لذاته المحترمة لا للونه ولا لمركزه وعنوانه بل نوقره لتقواه وعمله وسلوكه منهجه المستقيم ، أن نكون أوفياء بعهودنا ووعودنا التي قطعناها للناس فلا قيمة للعهد إلا بالكلمة ، ان يكون انتظارنا أنتظار المدرك الواعي العارف بطبيعة الامور وتحدياتها التي تحدث في زماننا ، واضحين في خطانا محددين أهدافنا وليس كما يقال حديث الليل يمحوه النهار ، تاركين منطق الحياد الذي يهدد المستقبل ويرهنه للضياع .
كيف الانصياع التام لأوامر القائم (عج)،ونحن نتمرد ونختلق الاعذار بعدم تطبيق ما يصدر من المرجعية العليا ، حتى وصل ببعض النفوس لأن تنال من رمزيتهم وابوتهم ، وعند السؤال لماذا القيام بهذه الافعال غير الصحيحة يكون الجواب بعيدا كل البعد عن الحوار الموضوعي الدال عن الحقيقة في الاختلاف ، كيف له الظهور ؟ وهناك تشتت في الرأي وتفكك وعصابة هنا واخرى هناك ، ونردد دائما ياليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظينا ، عن أي فوز ولا زال الجلاد حر ينعم ويرتع دون خوف ووجل ، والانتهازيين والوصوليين نحن من اوصلناهم لما وصلوا أليه بسكوتنا وعدم قولنا للحق ، ثم خذلنا اصحاب الحقيقة وأرتمينا بأحضان الباطل الذي وصل لضمائرنا وبنى له بيتا فيه ، فلسفة الانتظار ليست بالقعود وأنما بالمثابرة والعمل الصحيح ومواكبة التطور الذي يحدث في العالم .
أن نكون منتظرين يعنى ان نكون قدوة حسنة لهذا المنتظر العظيم قدوة يشار لها بالبنان والرقي حتى ندخل السرور على قلبه لا الانتظار الذي يكون مدعاة للفشل والخجل لما ترتكبه ايدينا من سوء صنائعنا وفعالنا.
Post Views: 2٬050