تقرير : نعيم ياسين – كاظم الكتبي – ثائر عبد الخالق …
تصوير :احمد محسن – امين الربيعي
توجهت اليوم الخميس الثامن من ايلول قافلة السجناء والمعتقلين السياسيين الى سجن ابي غريب / قسم الاحكام الخاصة لاقامة حفل تابيني ومجلس عزاء في ذكرى اربعينية ابي الاحرار الامام الحسين (ع) . وحضر المجلس جمع كبير من الشخصيات السياسية والدينية والسجناء السياســــــــيين وذويهم وموظفي المؤسسة.
استحضر مدير عام دائرة شؤون المديريات الاستاذ جبار موات كسار في بداية تقديمه فاجعة آل محمد (ص) وسبايا اهل البيت (ع) في سجن ابي غريب، تلك البقعة التي شهدت مظلومية كبرى بحق ابناء العراق حيث عشرات الاف الشهداء والسجناء السياســــــــيين الاحرار الذين نازلوا الطاغية المقبور وحزبه الفاشي خلال 40 عاما من حُكمه الاستبدادي وسلطته متحملين صنوف الآلام والمحن .
وبدأت احتفالية العزاء الحسيني بقراءة آي من الذكر الحكيم بصوت القاريء الدكتور حامد .
والقى معالي رئيس المؤسسة الدكتور حسين السلطاني كلمة قال فيها : إن المؤسسة حرصت ان تقيم مناسباتها في هذا المكان احياء وتخليداً لتاريخ السجناء السياســــــــيين ضد البعث وسلطته الغاشمة ، وتجديدا للعهد مع الشهداء على مواصلة مسيرتهم، والحفاظ على مبادئهم وتضحياتهم .
واوضح معاليه ان هذا العام الذي نعيش فيه ذكرى واقعة الطف الاليمة ونحيي فيه اربعينية الامام الحسين(ع) يشهد تداعيات الواقع السياسي الراهن واننا ومن جوار معراج الشهداء وزنازين الصمود والمقاومة والمعاناة نوصل رسالتنا بان وجودنا في هذا المكان هو تذكير لانفسنا ومجتمعنا بالحقبة المظلمة حيث لا يختلف أحد على ان نظام البعث كان نظاما دكتاتوريا مقيتا سلب حقوق العراقيين ومنها حق التعبير والعيش بأمان وسلام … وأشار الى ان تاريخنا السياسي المعاصر المليء بالانتهاكات لم يصل إلى ما وصل اليه في ظل نظام البعث موضحا ان واقعنا اليوم مثقل بالتحديات والانقسامات مما يتطلب اصلاحه من خلال الوعي الدقيق لتحديد الأسباب.
واطلق معالي رئيس المؤسسة مبادرة لحل الازمة السياسية التي يعيشها العراق اليوم وباسم الشرائح المضحية ترتكز على ايقاف الحملات الاعلامية و الاتفاق على رئيس مجلس وزراء كفوء ونزيه، وتوزيع الوزارات حسب الاستحقاق الانتخابي بما في ذلك الكتلة الصدرية، وتحديد السياسات العامة، وترك الخيار لرئيس الوزراء باختيار وزراء حكومته ، والتعهد أمام الله والشعب بانجاح عمل الحكومة .
من جانبه القى معالي رئيس مؤسسة الشهداء الاستاذ عبد الإله النائلي كلمة حيا فيها الحضور من السجناء السياسيين وذويهم وفي مقدمتهم رئيس مؤسسة السجناء السياسيين، واستعرض في كلمته ما عاشه العراق في العهد المباد ومعاناة الاحرار فيه ، مؤكدا ان المكتسبات التي وردت في قانون مؤسسة الشهداء وقانون مؤسسة السجناء السياسيين لم ينجز منها الا اليسير ومازال الكثير منها حبرا على ورق حيث اغلب المشمولين بهذه القوانين لم يحصلوا على حقوقهم المادية والمعنوية ، ومن حق هذه الشرائح ان تطالب بحقوقها التي اقرتها قوانين العدالة الانتقاليـة وليس عيبا ان يطالب الإنسان بحقوقه .
ودعا النائلي الكتل السياسية الى تجاوز خلافاتها من أجل العراق ومن اجل الشهداء ، مطالبا شريحة السجناء السياســــــــيين وذوي الشهداء كونها تمثل شريحة كبيرة في المجتمع بان يضغطوا على الكتل السياسية من أجل التضحية ببعض الاستحقاقات الانتخابية .
وفيما يخص المعاناة التي مرت بها المرأة العراقية في سجون النظام الدكتاتوري تحدثت السجينة السياسية وفاء الخير الله التي اقتيدت الى الحبس مع اثنين من اطفالها وهي حامل وحكمت بالإعدام مع افراد عائلتها لكن شاءت ارادة الله تعالى ان تنجو من الاعدام وتخرج من السجن وتكون شاهدة على تعذيب واعدام زوجها وبقية عائلتها.
كما تحدثت عن اعتقال أمها التي حكمت بالسجن 10 سنوات مستعيدة ذكريات الظلم في السجن قائلة: ان بعض الأماكن عندما أمر بها هنا اليوم في سجن ابي غريب اتذكر الويلات التي جرت على الشباب والتعذيب الذي كان الجلاوزة ينزلونه بالسجناء وقد شاهدت كيف ينهالون بالضرب المبرح على زوجي قبل اعدامه وقد وجدت جثامينهم بعد 17 عاما من اعدامهم.
ومن احرار مدينة تكريت تحدث السجين السياسي الحاج احمد حسن أبو قريش عن بعض المواقف التي مر بها داخل الزنزانة كونه محكوما بالاعدام ضمن قضية ( الجبور ) عام 1991 وشاء الله أن ينجيه وينتقم من الطاغية ، واصفا المحجر الذي احتجز به مدة 4 سنوات بأنه مكان لم ير فيه الشمس، ومساحته لم تتجاوز مترا في 80 سم ، وأما الغذاء فكان رغيف خبز اسمر لكل نزيل في اليوم الواحد وقليلا من الرز يشترك فيه 5 سجناء منتظرين لحظة النداء باسمائنا لتنفيذ الاعدام في اي وقت .
هذا واختتم العزاء بمجلس حسيني اعتلى فيه الشيخ ميثم التمار المنبر متحدثا عن ايام الحسين (ع) وأيام التضحيات التي بذلها ابناء العراق البررة..
وفي ختام المجلس استذكر السجناء السياسيون ايام المحنة من خلال المرور على الزنازين التي صودرت فيها حرياتهم وابواب الحديد التي طالما اغلقت عليهم وحالت بينهم وبين احبتهم وذويهم ، ولم تخل تلك المشاهد من احساس الحضور بالشعور بالحزن العميق والألم واستعادة ذكرى الايام الأليمة، وابدى الحضور شكرهم وامتنانهم الى رئاسة المؤسسة وكافة الجهات القائمة على هذا الحفل التأبيني مثمنين الجهود في احياء ذكرى اربعينية الامام الحسين .ع.في هذا المكان الذي يحمل رمزية التضحية والشهادة في سبيل المبدأ والسير خلف القيم الإنسانية التي دعا لها سيد الشهداء ابو عبد الله الحسين ( ع) في كربلاء الدم.