السجين.. معاناة ما بعد السجن

0
974

سلامات عباس يوسف …

قد تكون تجربة ما بعد السجن ذا تاثير اقوى من السجن ذاته وما يلي الجوانب التي عادة ما تتاثر في حياة السجين بعد فترة التحرر من السجن:

– الملاحقة بعد الخروج من المعتقل من قبل قوات الامن للتاكد من وجود الشخص وعدم انخراطه في اعمال ضد النظام مرة اخرى .

– المطاردة مرة اخرى لا سيما في ورود اسم المعتقل مرة اخرى في اعترافات لمعتقلين جدد اثناء التحقيق معهم.

– صعوبة العيش بشكل طبيعي كالانخراط في عمل وظيفي او استمرارية الدراسة، واذا تم فان الشخص يعيش التوتر والضغط المستمر والمراقبة من قبل الحزبيين في بيئة العمل او الدراسة .

– واذا زادت المضايقات وقرر الشخص مغادرة البلد والهجرة منه فهو سيواجه تحديات المغادرة من توفر الامكانيات المادية والإجراءات الأخرى من توفر جواز سفر، والبلد المناسب للهجرة والطريق ان قانوني او لا حيث يكون مليء بالمخاطر.

– اذا وصل بسلام لبلد الهجرة فان اول التحديات التي ستواجهههو القضايا النفسية من الشعور بالاغتراب في البلد الجديد لا سيما اذا كان يختلف بلغته وثقافته عن البلد الام، ثم تاتي تحديات التاقلم مع افراد المجتمع الجديد وأفراد الجالية المهاجرة واستمرار القلق من اختراق حزب البعث مجتمع المهاجرين ونقل المعلومات عنه وعيش تجربة التجسس والمراقبة بطريقة اخرى يجعل الشخص يشعر بالذنب دوما تجاه عائلته ومتابعة ألأمن لعائلته وعيش خوف اصابتهم بالضرر بسبب وجوده في الخارج وهروبه من الوطن حيث يجهل مصيره عائلته وانقطع تواصله معها ويعيش شعور ذنب الناجين وعدم الاحاطة بوضعهم والاطمئنان عليهم.

– تاتي في الغربة والهجرة مشاكل الاقامة وطلب اللجوء واي المعلومات المناسبة يمنحها لبلد الهجرة وكيف يعيش باسم مزور وشخصية جديدة.

– اما عملية الاستقرار الاجتماعي كالزواج وتاسيس حياة اسرية جديدة فهذه بحد ذاته معضلة وطامة كبرى حيث يضطر الضحية البحث عن شريك بعيدا عن مشاركة اهله في اختيار الشريك ودعمهم في تاسيس عائلة وضمن خيارات محدودة للشريك المناسب ومحصورة جدا فيكون زواج بمستقبل مهدد وسيكون مجيء اطفال يزيد من تحديات هذا الزواج وتصبح تكوين عائلة عملية مرهقة بعيدا عن الوطن وعاداته وقيمه وتكون منابعة تربية الاولاد تحدي اخر مع عيش القلق في توفير حياة كريمة لهم لا سيما اذا كان بلد الهجرة لا يسمح قانونه بتقبل المهاجرين وتوفير خدمات لهم فيكون المهاجر في توتر دائمي لتوفير سبل العيش الاساسية من سكن ومعاش وصحة وتعليم وغيره.

هذه اهم الاشياء التي يحتاج السجين التحدث عنها بعد تحرره، اما اذا بقى السجين في العراق ولم تسنح له فرصة الخروج من البلد فانه سيواجه حياة المطاردة والتخفي والتنقل والعوز المادي والقلق المستمر من ان يعتقل مرة اخرى اخرى، وان الزواج وتاسيس عائلة فان ذلك سيكون في ظرف استثنائي فلا متوفر الشريك المناسب واذا توفر فان الشخص المعتقل سيكون تهديد له ولاهله ، ولهذا عزف اكثر الناس عن تزويج السجين لتجنب ملاحقة وأسئلة قوات الامن ، هذا كله بعيدا من الأخذ بنظر الاعتبار اثار الصدمات النفسية من تجربة السجن وعذابه وسوء المعاملة والتي يظل يعاني منها السجين بشكل كوابيس في منامه وذكريات موجعة في يقضتيه وهذه تؤثر على سلوكه العام وفي اسرته وعمله، طبعا مع الآثار الجسدية التي يصاب بها المعتقل فيخرج وهو تلازمه امراض مزمنة وعوق من جراء التعذيب .

هذه اهم الجوانب لدعم الاخوة والاخوات الذين يرغبون في تسجيل معاناتهم بعد السجن والتي لا تقل عما عليه في السجن

 

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here