بغداد : نعيم ياسين …
تصوير: طيف طه – كاظم الكعبي …
بالتعاون مع مؤسسة السجناء السياسيين – دائرة العلاقات العامة والاعلام والشؤون الثقافية، اقام بيت الحكمة في مقره ببغداد صباح اليوم ، الأربعاء ، ندوة بعنوان ” سجين الرأي بين الدين والسياسة .. قراءات تاريخية “. وافتتح الندوة التي حضرها نائب رئيس المؤسسة السيد علي النوري ،الدكتور فلاح الاسدي مرحباً بالباحثين وبالحضور ومؤكدا ان الندوة هي استذكار لتاريخ مرير عاشه العراق حيث كان المواطن يسجن او يعدم بسبب راي يحمله او كلمة يقولها، واضاف ان السجن على الراي ظاهرة في تاريخ العالم وتاريخ العرب والمسلمين، ومن الواجب ان نقف باجلال واكبار للمضحين ولمواقفهم البطولية.
الباحث الدكتور داود الزبيدي من جامعة ابن رشد قدم بحثاً عن تاريخ السجون والسجناء في العصرين الأموي والعباسي، وكشف ان بيت الحكمة الذي يعتبر معلما ثقافيا ايام العباسيين كان الى جواره سجن يعرف بـ (الطامورة) سجن فيه اصحاب الراي مما يكشف عن نفاق الانظمة السياسية وازدواجية شعاراتها، واضاف الزبيدي ان سجن (المطبق) الذي بناه المنصور العباسي مع بناء بغداد كان سجناً تحت الارض ومظلما على الدوام حتى فقد بعض السجناء قدرتهم على الرؤية لاصابتهم بالعمى، وكان سجن (المطبق) يضم رجالا ونساءً على السواء.
من جانبها تحدثت الدكتورة عهد العامري عن سجناء الرأي في العهدين الملكي والجمهوري من تاريخ العراق، وقالت إن كلا العهدين شهد قمع الآراء الحرة والوطنية خاصة إذا كانت ذات صبغة سياسية، واضافت ان السجين السياسي حرم من ابسط حقوقه كسجين صاحب راي فظل يتعرض للتعذيب وهو في سجنه.
وبعدها تحدثت المعتقلة السياسية شاميران اوديشو مركول عن تجربتها داخل المعتقل وتعرضها للتعذيب النفسي والجسدي وشرحت عن آلة التعذيب (المعصارة) التي كانت تستخدم في زنازين الامن العامة لتعذيب المعتقلين.
وعن السجناء السياسيين تحدث السجين السياسي جبار عبود مهودر الذي استنكر باسم السجناء السياسيين ما اقدم عليه الأردن من إجازة عمل حزب البعث المجرم على اراضيه، وكشف مهودر أن نظام صدام كان لديه أكثر من (200) سجن بعضها بيوت سكنية مما يدل على سعة القمع الذي كان يمارسه مستذكرا صورا التعذيب الذي كان يلقاه السجناء السياسيون حيث مات بعضهم بالاختناق في الزنازين لقلة الهواء وبعضهم مات بالامراض بسبب حرمانهم من العلاج.
وفي ختام البحوث شهدت الندوة عرض فيلم ” سجن الرشاد ” للمخرج عدنان الساعدي حيث استعرض الفيلم قصص التعذيب والمعاناة التي شهدتها السجينات العراقيات في مديريات امن صدام وفي سجونه من دون وازع أخلاقي يحفظ للمرأة شأنها الخاص.
وفي نهاية الندوة شكر نائب رئيس المؤسسة السيد علي النوري ادارة بيت الحكمة على اقامة الندوة التي سلطت الضوء على قضية السجين السياسي وتاريخه داعيا الى مزيد من التعاون بين المؤسسة وبيت الحكمة، بعدها تم افتتاح معرضا تشكيلياً لقسم الشؤون الثقافية اضافة لمعرض كتاب يوثق تاريخ السجناء السياسيين ، وفي الختام قام السيد النوري بتوزيع الدروع على الاساتذة الباحثين وكتب الشكر والتقدير على عدد من موظفي بيت الحكمة.
هذا وحضر الندوة مدير عام دائرة شؤون المديريات واللجان الخاصة الاستاذ جبار موات في المؤسسة والمستشار الاعلامي فيها كامل الكناني وعدد من موظفي المؤسسة و نخبة من السجناء السياسيين.