تحرير: كاظم محمد الكعبي
تصوير علي عزيز _ احمد محسن
برعاية معالي رئيس مؤسسة السجناء السياسيين، الدكتور حسين السلطاني، أقامت دائرة العلاقات والإعلام، بالتعاون مع الفريق التطوعي في المؤسسة، اليوم الخميس، احتفالية بمناسبة المولد النبوي الشريف وأسبوع الوحدة الإسلامية. وقد ابتدأ الحفل بآيات من الذكر الحكيم بصوت القارئ حسن علوان.
ألقى رئيس مؤسسة السجناء السياسيين، الدكتور حسين السلطاني، كلمة بالمناسبة، استهلها بالحديث عن التفاصيل التي جاء بها القرآن الكريم حول أخلاق وخصائص ودور وأهداف ورحمة ورفق النبي محمد (ص) بأمته. وأوضح أن القرآن دعا إلى الاستجابة لله ورسوله لما فيه حياة للأمة }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ { ، مشيرًا إلى أن كل عبادة في القرآن ترتبط بأسباب موجبة وعلل واضحة.
كما أشار الدكتور السلطاني إلى مفهوم الحياة كما ورد في القرآن الكريم على مستويين: الأول هو الحياة المتدنية أو الهابطة، التي تجعل الإنسان حبيسًا لفترة زمنية محدودة يركز فيها على الأكل والشرب والتفاخر ويعرض عن ذكر الله. أما المستوى الثاني، فهو الحياة الأرقى والأسمى، التي تمتد منذ الولادة إلى ما بعد الموت، وتعد الحياة الأهم، إذ تعتبر انطلاقة لأداء المسؤولية والمقدمة للحياة الآخرة. ووصف القرآن هذه الحياة بأنها “الحَيَوان”، أي الحياة الحقيقية الكاملة، لأنها حياة هادفة وميدان للعمل والتكامل والغايات السامية.
ثم تناول السلطاني الأسباب التي تؤدي إلى سقوط الإنسان وانحداره، مشيرًا إلى أهمية التربية والتعليم الإلهي كونهما السبيل لتكامل الإنسان وارتقائه. وأكد على ضرورة أن يهتم الإنسان بطعامه الجسدي والروحي، وأن يتوافق مع ما يعزز صحة البدن والعقل.
كما أكد على تعدد مصادر المعرفة، بما فيها الفطرة والعقل الإنساني والوحي والعلوم التجريبية، مشددًا على أهمية المعرفة الإلهية لأنها صادرة من خالق الإنسان، الأعلم بطبيعته واحتياجاته، ولأنها منبثقة من العدل والموضوعية والإنصاف. واختتم السلطاني حديثه بالتأكيد على الدور العظيم الذي قام به النبي محمد (ص) في التغيير والإصلاح، ومعالجة الضعف والسعي نحو تحقيق القوة في الأمة.
من جانبه، ألقى نائب رئيس المؤسسة، السيد علي احمود النوري، كلمة هنأ وبارك فيها المسلمين بمولد النبي الكريم. وأكد على عدم إمكانية الإحاطة بسيرة وحياة الرسول الأكرم (ص)، الإنسان الكامل، وأنه لا يحيط بالكامل إلا الكامل. كما استعرض بعضًا من دروسه (ص)، مشددًا على أن حضور هذه الفعاليات والحديث عن مناقب آل محمد فيه رفع لمكانة المتلقي، وأن هذه المجالس هي مما يحبها الله ورسوله.
وقد تناول النوري قبسًا من أخلاقيات النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وكيفية تعامله مع أهله وأبنائه، مستشهدًا بما ورد في السيرة النبوية الشريفة. كما تحدث عن شجاعته، مستشهداً بقول الإمام علي عليه السلام: “كنا إذا حمي الوطيس لذنا برسول الله”. وتطرق أيضًا إلى عبادته مستشهدًا بقول الله تعالى: “طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى”، مؤكدًا أن النبي صلى الله عليه وآله كان دائم الابتسامة والمزاح مع أصحابه، ومبينًا عفوه وتسامحه حتى مع أعدائه.
واختتم النوري كلمته بعدد من الأسئلة المتعلقة بالسيرة النبوية المباركة وبعض القضايا العقائدية، مما أتاح للحضور المشاركة في الإجابة.
بعدها ارتقى المنبر الشاعر ابو حسنين الربيعي حيث القى قصيدة بمناسبة ولادة الرسول الهب بها مشاعر الحاضرين .