حوار مع السجين السياسي والروائي العراقي حميد المختار

0
3138

حميد المختار : اجد نفسي في الرواية و ادعو لتكثيف ادب السجون

حوار / مصطفى عباس

ولد الروائي والشاعر والقاص حميد المختار عام 1956 في أحد أحياء بغداد الشعبية، وتلقى فيها تعليمه الابتدائي والثانوي، وقد انتجت لنا عملية التنشئة الاجتماعية للأديب في هذه البيئة، أدبا جماهيريا أصيلا ومتنوعا. وفي نهايات سبعينات القرن الماضي، نشرت أول قصة له في مجلة الطليعة.

أصدر عام 1981 مجموعة قصصية مشتركة مع عدد من القصاصين بعنوان اصوات عالية، ثم التحق بالجامعة المستنصرية، للدراسة في قسم “المكتبات”، وفي عام 1986 اعتقلته السلطات الأمنية للنظام البائد بسبب مواقفه السياسية، واطلق سراحه عام 2003، ونتيجة لتجربته في المعتقلات أصدر عام 1986 رواية ” النزلاء “.

ثم توالى نتاجه الأدبي الغزير ليصدر رواية “ربيع الضواري 1990 و “حديقة الرخام” 1992، وفي مجال الشعر، صدر له ديوان 2001 بعنوان سأتبع خطاك حتى خريف العمر”. و “علوي الهوى 2004. فضلا عن اعمال اخرى في مجال الرواية والقصة والشعر لا يتسع المجال لذكرها.

وفي عام 2005 فاز المختار برئاسة أتحاد الأدباء، وفي عام 2008 عين عضوا في هيئة الأمناء لشبكة الأعلام العراقي، وفي عام 2010 عين رئيسا لتحرير مجلة الشبكة.

دعي الرواني الى الاهتمام بـ “أدب السجون” لتوثيق تجربة المبدعين داخل المعتقلات… الصادق الإخبارية” التقت الأديب حميد المختار في هذا الحوار للتعرف على أسرار تجربته الشعرية، فضلا عن أعماله الجديدة، ومحاور أخرى.

القراء تسبق الكتابة، لمن تقرأ ؟

القراءة اولا واخيرا ولولاها لما استطاع الكاتب المبدع ان يكتب نصوصا ويوسع دائرة معارفه ويزيد من قاموس المفردات ويحلق في سماوات خيالية هذا الخيال هو الامل الاكبر للواقع فالقراءة تسبق الكتابة لأنني مختص بكتابة القصة الروائية.

كونك قاص ورواني، واصدرت عددا من الدواوين الشعرية، اين تجد نفسك في الشعر او القصة ؟

– اكيد اجد نفسي في أجواء وعوالم الرواية وتشابكات احداثها ونمو شخصياتها، فضلا عن القصص

القصيرة التي تشكل عالم متكامل وقضاء صعب، وأحب كتابة الشعر الذي اقرأه واكتبه بكل انواعه من العمودي الى الموزون ما الكتب التي تعدها ثمرة اعمالك الأدبية ؟

كتبت الكثير من الروايات والقصص القصيرة والدواوين الشعرية فضلاً عن المقالات الأدبية اعتبر رواية (تابو) من الروايات العراقية التي ينبغي الوقوف امامها طويلا، فقد تناولها النقاد العراقيون، وها انا بانتظار روايتي الجديدة (قلب ارجواني) التي ستصدر هذا الشهر التاسع.

من المعروف ان الادب ليس بمهنة برأيك هل تأكل الوظائف والمهن الأخرى من جرف ابداعات الاديب؟

عندنا نحن العرب الادب ليس مهنة، ولكن في أوربا وامريكا الادب مهنة مربحة فنحن نصرف من اموالنا على كتاباتنا، واصداراتنا والعالم يكرمون المبدع ويطبعون كتبه ويحتفظون بإنجازاته المهن الاخرى بالتأكيد تأكل من جرف ومساحة الكتابة والقراءة وعلى الاديب ان يعمل حتى يجلب الرغيف الى عائلته والا فسيموت جوعا . هناك أدب يعرف بأدب السجون ما

منجزك الأدبي في هذا المجال؟

أنا اعمل على ترسيخ هذا المصطلح في العراق، وقد كتبت كثيرا من المقالات التي تبشر به وكتبت نصوصا سردية متمثلة برحلات السجن والسجناء، إذ يرسخ هذا الأدب الفقيد المظلوم في العراق ويعد شاهدا على الالم والعذاب لمدة (35) عاما من الموت اليومي بالسجون والحديد والنار، ولهذا يجب ان يكتب عن أدب السجون ونحن نملك الوثائق الخطيرة التي تساعدنا على الكتابة فيه.

في بعض نصوصك الأدبية لاحظنا ركونا الى التناص الديني، فهل لذلك علاقة بتنشئتك الاجتماعية؟

اكيد أن تربيتي دينية، ولدي اصدقاء معلمون في هذا المجال والتقيت قادة رساليين أصبحوا شهداء فيما بعد حين اعدمهم النظام المقبور هذا كله اثر على قوتي الأدبية، وانتج أدباً ملتزما كما هو الحال في رواية (المالك والمهالك و (شجر النار) و (صحراء اليسابوب).

هل انت راض عن منجزك الأدبي، وهل تطمح إلى كتابة روايات متفردة؟

الكاتب يظل غير راض عن منجزه الادبي ويبقى كالظامئ في الصحراء باحثا عن سراب ماء يلمع أمام عينيه التواقتين إلى الارواء من نبع مياه عذبة جديدة انا ما زلت ابحث عن النص المفقود المغاير الذي يجعلنا بعيدا عن ثقافة القطيع والعلب الجاهزة، وقد برز هذا النوع واضحا في روايتي الأخيرة.

هل تفكر بالظهور الإعلامي كمقدم برامج؟

لدي تجربة اعلامية بدأت بالتلفزيون مرورا بالإذاعة في مجال الإعداد والتقديم لعدد من البرامج الثقافية، وهي اضافة نوعية لتجربتي الإبداعية في الكتابة الادبية والقصائد الشعرية.

ماذا تحب ان تحكي عن تجربتك في منطقتك الام ؟

كثيرا ما أعود الى طفولتي المعذبة في منطقة الشاكرية كرادة مريم) حاليا، وكذلك صباي وقوتي في مدينة الصدر، ثم مدينة الحرية، كل هذه المدن سيجد القارئ صفاتها وسماتها موجودة في رواياتي وسردي المختلف.

كيف تعزل نفسك كروائي او شاعر عن منعطفات الحياة او مشاغلها ؟

– أنا اعيش حياة العزلة العزلة هي قوت الكاتب، ونافذته التي يطل منها على نفسه وعلى السماء والفضاءات البعيدة، العزلة كنز خفي على الاديب ان يسرع في الكلمات بغياباته لينتج أدباً كبيرا .

المصدر / جريدة الصادق الإخبارية / العدد الثامن  1/ أيلول / 2024 ( جريدة طلابية تصدر عن قسم الإعلام / جامعة الإمام الصادق).

تنضيد / علا فارس / الاعلام والاتصال الحكومي

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here