ببالغ الحزن والأسى تنعى مؤسسة السجناء السياسيين رحيل السجين السياسي الشاعر عبد الحسين فرج، الذي انتقل إلى جوار ربه بعد حياة مليئة بالعطاء والتفاني.
لقد كان فقيدنا مصدر إبداع وتميز، فقد جمع في حياته بين مجالات متعددة، فكان العامل المجتهد الذي يسعى لتحصيل لقمة العيش بشرف، والسياسي الذي رفض الدكتاتورية ووقف ضد نظام صدام حسين.
رحم الله الشاعر الكبير أبh علاء، الذي ترجل اليوم إلى جوار ربه، تاركًا وراءه إرثًا أدبيًا خالدًا سيبقى يتردد صداه في ذاكرة العراق وأبنائه. لقد كان شاعرًا عظيمًا بأفكاره وعباراته، وكان صاحب القصيدة التي خلدتها القلوب قبل العقول: “نحن لا نهزم وكلنا عطاء الدم، شهداء سجناء والله لا نهزم”.
كانت كلماته شمعة في ظلمة الإرهاب، وصوتًا يهدر في وجه الظلم، يلهم المجاهدين ويدب الحماس في نفوس المدافعين عن أرض العراق. قصيدته هذه لم تكن مجرد كلمات؛ بل كانت نبراسًا يهتدي به الأحرار، ودويًا يسمع في زوايا الوطن حيث ترددها الحناجر البريئة لأطفال العراق، وهم يتغنون بها بفخر وعزيمة، وكأنها نشيد الأمل والانتصار.
عبد الحسين فرج لم يكن مجرد شاعر، بل كان رسول كلمة ناطقة بالحقيقة، وسفيرًا لآلام شعبه وآماله. اليوم، برحيله، خسر العراق صوتًا مخلصًا، وقلبًا نابضًا بحب الوطن. لكن كلماته ستظل خالدة، كما هي دائمًا كلمات الكبار. رحمك الله وأسكنك فسيح جناته، وستبقى حروفك تنبض بالحياة في قلوبنا وذاكرتنا.
Post Views: 518