
تقرير: كاظم محمد الكعبي
تصوير: علي عزيز – طيف طه
في الخامس والعشرين من شهر رجب وتزامناً مع المسيرة المليونية الرجبية التي يحييها أتباع أهل البيت (عليهم السلام) بذكرى استشهاد الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)، والذي أُعلن يوماً للسجين السياسي العراقي، انطلق موكب “بقية الشهداء” يوم الأحد في مسيرته السنوية بعد صلاة الظهر، مجدداً العهد لصاحب الذكرى ومردداً شعارات النصرة والطاعة للأئمة الأطهار (عليهم السلام).
وشهدت المسيرة حضوراً مهيباً لعدد كبير من السجناء السياسيين وذويهم، يتقدمهم معالي رئيس مؤسسة السجناء السياسيين الدكتور حسين السلطاني، ونائبه السيد علي إحمود النوري، والمديرون العامون في المؤسسة. شارك الجميع في هذا المشهد المهيب مستلهمين من ذكرى الإمام الكاظم (عليه السلام) صبره وثباته في مواجهة الظلم.
وفي حديث خاص مع نخبة من السجناء السياسيين، استذكر رئيس المؤسسة الدكتور حسين السلطاني المسيرة الجهادية للإمام الكاظم (عليه السلام) وأهم الدروس والعبر التي يمكن استلهامها من حياته. كما أشار إلى التحديات التي تواجه العراق بسبب الإرث الثقيل للنظام المباد، موضحاً أن هذه التحديات تعيق التقدم، لا سيما في ظل غياب انسجام سياسي ووجود جهات تدّعي مساعدة العراق، لكنها في الحقيقة تساهم في تخريبه، مثل الأمريكان والعناصر البعثية.
وأضاف السلطاني: “رغم هذه الصعوبات، تبنّينا أسلوب العمل بالممكن، إذ لا يمكننا التخلي عن مسؤوليتنا أو الاكتفاء بالتفرج على الواقع، بل يجب أن نستفيد من موقف الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) الذي كان يعمل بلا كلل رغم الأوضاع الضاغطة. لذلك، ندعو إلى تضافر جهود السجناء السياسيين مع مؤسستهم لتحقيق الأهداف التي رسمها القانون، لأن الوحدة هي المفتاح لنيل الاستحقاقات”.
كما أجرى الدكتور السلطاني لقاءات مع السجناء السياسيين والسجينات السياسيات، حيث استمع إلى همومهم وذكرياتهم عن تلك الأيام العصيبة. وأشاد ببطولاتهم في مواجهة القمع ونشر القيم الإسلامية.
من جانبه، قال نائب رئيس المؤسسة السيد علي إحمود النوري خلال مشاركته في المسيرة: “انطلاق مواكب السجناء السياسيين اليوم هو لإحياء هذه الذكرى وتجديد العهد مع مبادئ الإمام الكاظم (عليه السلام) التي ضحّى من أجلها”. كما عبّر المشاركون عن رفضهم للظلم وتمسكهم بالحق، بمشاركة واسعة من إدارة المؤسسة وموظفيها.
وأوضح معاون مدير عام دائرة العلاقات والإعلام السيد نعيم ياسين أن الإمام الكاظم (عليه السلام) مثّل رمزاً للجهاد والاستشهاد، مشيراً إلى أهمية اختيار يوم 25 رجب يوماً للسجين السياسي العراقي. وقال: “إن مشاركتنا في هذه المناسبة هي تأكيد لاتباعنا نهج الإمام واستلهام مبادئه”. كما أشار إلى الحضور الواسع والمتنوع من مختلف المحافظات، معتبراً أن هذا اليوم يحمل معاني روحية وإيمانية كبيرة.
بدوره، قدّم السجين السياسي الدكتور حميد مسلم الطرفي تعازيه بهذه المناسبة الأليمة، مستذكراً صبر الإمام الكاظم (عليه السلام) ومقاومته للطغيان. وقال: “إننا نستحضر كيف حوّل الإمام محنته مع السجانين إلى مدرسة في العبادة والصمود. فالسجون والقمع لن تنال من إرادة الأحرار”.
هذا، وقد حضر المسيرة عدد من الشخصيات السجنائية بينهم مدير عام دائرة شؤون المديريات واللجان الخاصة السيد جبار موات كسار، ومعاونه السيد محمد جاسم محمد، بالإضافة إلى مديري المديريات في المحافظات وعدد كبير من موظفي المؤسسة.





























