يوم المرأة العالمي: تكريم لكل امرأة صنعت التاريخ في صمتٍ وقوة

0
964

أحلام رهك

في الثامن من آذار، يصادف العالم يومًا يحيي فيه إنجازات المرأة وما قدمته من تضحيات وعطاءات في مختلف ميادين الحياة. إنه يوم للاحتفال بكل امرأة ناضلت وحققت نجاحًا، وللتذكير بحجم المعاناة التي تحمّلتها العديد من النساء في سبيل الحياة الكريمة والعدالة. ولكن هناك فئةٌ خاصة، تستحق منا جميعًا التقدير والاحترام في هذا اليوم، إنهن النساء اللاتي قاومن الظلم، وكتبن أروع دروس الصبر، والشجاعة، والتحمل.

نقف اليوم إجلالًا أمام تضحيات السجينات السياسيات اللواتي عايشن أصعب الظروف في زمن صدام حسين. تلك الحقبة التي شهدت استبدادًا وحكمًا دكتاتوريًا أذاق العديد من العراقيين العذاب والمصير المجهول، فكان للنساء نصيب كبير من هذا الاضطهاد. سُجنت الكثير من الأمهات، الأخوات، والزوجات، ولكنهن لم يكن مجرد أرقام في سجلات المحاكم. بل كن رموزًا للمقاومة، وقفن صامدات في وجه القمع، وأثبتن أن لا شيء يمكنه كسر عزيمة المرأة.

أمثالهن لا يُنسون. ففي زنازين الصمت والعتمة، كانت عيونهن تترقب فجر الحرية، وكان القلب ينبض بأمل العودة إلى أحضان الوطن وأطفالهن. ورغم الجراح، ورغم أنف القهر، ظلت كرامة المرأة الحقيقية في قلب كل واحدة منهن، تسعى للنجاة ليس فقط من السجن، بل من كل محاولات تهميشها وكسر إرادتها.

كما أن المرأة العراقية، في كل مكان، تظل صامدة في وجه التحديات. ففي يوم عيدها، تحية حبٍ وعرفان لكل أم صابرة حملت في قلبها همومًا لا تعدّ ولا تحصى، ولكنها كانت، ولا تزال، تحمل في عيونها النور والأمل. تحية لكل أم شهيد، التي قدّمت فلذة كبدها فداءً للوطن، وأثبتت أن حب الوطن أقوى من كل قيد، وأعمق من كل حزن.

إن يوم المرأة العالمي هو أكثر من مجرد مناسبة للاحتفال، بل هو فرصة لنستذكر جميعًا تضحيات هؤلاء النساء، ونشكرهن على كل ما قدّمنه لأجل الحرية، العدالة، والمساواة. تحية لكل امرأة قدمت شيئًا لهذا العالم، سواء في السجن أو خارجه، سواء كان في صمتٍ أو في صرخةٍ عالية في وجه الظلم.

اليوم، نتذكر الأبطال الحقيقيين، ونرفع رأسنا فخرًا بهن. لأن كل امرأة كانت، ولا تزال، رمزًا للأمل في زمنٍ كاد الظلام أن يطغى عليه.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here