
فاضل الحلو
في مشهد يعكس الإرادة الصادقة والعمل الميداني الدؤوب، يواصل الدكتور وليد السهلاني، رئيس مؤسسة السجناء السياسيين، جولاته الميدانية في عدد من المحافظات العراقية، ومنها الأنبار والديوانية، حيث التقى بالمحافظين وعدد من أعضاء مجالس المحافظات، حاملاً هموم المشمولين بقانون المؤسسة، وساعياً إلى رفع الحيف الذي طالهم لسنوات.
هذه الزيارات التي لم تكن بروتوكولية أو شكلية، بل كانت مثقلة بالملفات والطلبات والمناشدات، عبّرت عن نهج جديد تتبعه المؤسسة في عهد السهلاني، قائم على المبادرة والنزول إلى الميدان، واستثمار العلاقات والتفاهمات مع الحكومات المحلية من أجل تفعيل حقوق هذه الشريحة المظلومة،وقد أثمرت لقاءاته عن تفاهمات جدية مع المسؤولين المحليين لتخصيص قطع أراضٍ سكنية للمشمولين بالقانون، وتيسير إجراءات شمولهم بالامتيازات التي أقرها المشرّع تكريماً لتضحياتهم الوطنية.
إن ما يميز هذه الزيارات أنها لم تقتصر على الاستماع والوعود، بل رافقها تحرك إداري مباشر وطرح حلول واقعية قابلة للتنفيذ، ما أعطى انطباعاً لدى المتابعين بأن هناك إدارة جديدة للمؤسسة، تؤمن بأن الحقوق تُنتزع بالجهد والمتابعة لا بالمخاطبات فقط.
وفي هذا السياق، برز دور الدكتور السهلاني كحلقة وصل فاعلة بين ضحايا النظام السابق والحكومات المحلية، حيث نجح في “تقريب البعيد”، وتحويل المسافة الجغرافية والإدارية إلى جسور تواصل وحلول ملموسة.
الرسالة الأعمق في هذه الجولات، أن المؤسسة لم تعد مكتفية بإدارة الملفات من داخل مكاتبها في العاصمة، بل باتت ترى أن كسب المعركة من أجل العدالة الانتقالية يبدأ من قلب المدن والمجتمعات، حيث يعيش المشمولون بقانونها.
إن هذه الخطوات، رغم ما قد تواجهه من تحديات إدارية ومالية، تفتح باب الأمل أمام آلاف العوائل التي لا تطلب أكثر من الاعتراف بحقها في العيش الكريم، وهي أيضاً مؤشر واضح على أن إدارة الدكتور السهلاني تدرك أن الواجب الوطني لا يُؤدّى من خلال التصريحات، بل بالفعل الميداني والمتابعة المستمرة.
وبذلك، تكون مؤسسة السجناء السياسيين قد وضعت قدماً ثابتة في طريق التحول إلى مؤسسة فاعلة ومؤثرة، تنقل مظلومية الماضي إلى حاضر منصف، يمهد لمستقبل أكثر عدالة.
Post Views: 65