ربما ضارة نافعة

0
51


د. حسين علي السلطاني

نتائج المعركة بين الجمهورية الإسلامية والكيان الصهيوني الغاصب تؤكد أنّ جميع مساراتها تسير لصالح الجمهورية الإسلامية ، فعلى المستوى الميداني نجد أن الجمهورية الإسلامية أعادت ترتيب دفاعاتها الجوية ونشر مضاداتها بدقة ، الأمر الذي حدّ من تأثير القصف الجوي الاسرائيلي بدرجة غير قليلة ، وعلى مستوى القاء القبض على العملاء – الذين لعبوا دورا قذرا في نجاح الضربة الصهيونية الاولى – فقد استطاعت الأجهزة الامنية المخلصة ان تقضي على عدد غير قليل منهم ، ولا تزال هذه الأجهزة الغيورة تخوض معركة شرسة للقضاء على كل هذه البؤر العميلة ، وهي في مراحلها الاخيرة من هذه المعركة .

على الصعيد نفسه تصاعدت هجمات الجمهورية الاسلامية بصواريخها وطائراتها المسيرة خصوصا هذا اليوم فأصابت مواقع حساسة واحدثت فيها خسائر كبيرة ، من شأنها أن تغير مسار المعركة لصالح الجمهورية الاسلامية خلال الايام القليلة المقبلة . وعلى مسار التماسك الداخلي ، فقد برهن الشعب الايراني الغيور والمضحي أنه أهل لتحمل مسؤولية الدفاع عن الإسلام والنهوض باعباء هذه المسؤولية ، مهما كان ثقلها والآثار المترتبة عليها ، فبدل ان يختبأ و يهرب إلى الملاجئ ، كما يفعل الصهاينة ، إندفع بكل تحدي إلى الشوارع بشبابه وكهوله ، برجاله ونسائه وأطفاله ، منددا بالعدوان ، ومشيدا بتضحيات أبنائه ، ومرددا شعارات الولاء والطاعة لقائده الفذ السيد الخامنائي المفدى ، والوقوف وراء قواتهم المسلحة والأمنية ، الأمر الذي خيّب ظن الاعداء في تعويلهم على ايجاد شرخ بين التورة وقواعدها الجماهيرية ، إما على المستوى السياسي فإنّ وزارة الخارجية الإيرانية تخطو خطوات ثابتة ومتوازنة وواثقة .

كل هذه المسارات إنعكست بنفس الدرجة على التأييد الخارجي للجمهورية الإسلامية ، فالمتابع يجد هناك تحول كبير على مستوى التأييد الشعبي العربي والإسلامي للجمهورية الإسلامية وقائدها الخامنائي الكبير ، واضحت تسجيلات السيد الولى ( دام ظله ) باللغة العربية تتداول بكثرة واعجاب كبير لسلامة الاداء وتأثير الصوت ، و قوة المحتوى ودقة المضمون .

لاشك إنّ الجمهورية الإسلامية حققت انتصارات باهرة لحد الان ، وبات واضحا أنّ إقصى مايمكن فعله من قبل اسرائيل هو ما تحقق في الضربة الاولى ، وهو لم يزد الجمهورية الاسلامية إلا صلابة وسرعة على معالجة مواضع الخلل وسرعة على إيجاد البدائل ، الأمر الذي دفع اسرائيل لدعوة أمريكا لنجدتها ، فلحد هذا اليوم من المعركة إنكسرت هيبة إسرائيل الذي سعى الإعلام الغربي والصهيوني المزيف ان يجعلها بعبئاً لتخويف المتخاذلين والمطبعين .

إنّ هذه المعركة التي يخوضها كل اعداء الإسلام ضد المسلمين جميعا ، إذا ما تحقق النصر فيها للجمهورية ، وهو ما نعتقد به ، فسوف تحدث تغييرا جذريا في خارطة العالم السياسية ، وسيكون المسلمون فيها يشكلون قطب الرحى ومحور الاستقطاب :

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴾ [محمد: 7 – 9].

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here