عند الشدائد تنكشف معادن الرجال

0
47


د. حسين علي السلطاني

لم أدرك حجم المظلومية التي عاشها أمير المؤمنين ، وبضعة الرسول الأكرم فاطمة الزهراء وأولادهما المعصومين – عليهم السلام جميعا – كما صرت أدركها في العصر الراهن ، فها هو علي العصر السيد الخامنئي – دام ظله الشريف – يقف كالطود الشامخ بوجه التوحش الصهيوني والأمريكي يذود عن قيم الإنسانية الحرة ، ويواجه عدوانا سافرا على شعبه و بلده وأمته ، ومعه اصحابه المخلصين يدافعون عن حياض الإسلام بكل شرف ورجولة ، وتنزف دماءهم الطاهرة يوميا ، دون تردد أو ضعف ، ومع معرفة الجميع بالطرف المعتدي وزيف مدعياته و تبريراته الواهية لهذا العدوان ، لكن تجد أغلب الدول والكثير من المجتمعات ، حتى المسلمة منها ، إما مساندة للعدوان أو راضية به أو رافضة قلبا ، ومستسلمة عملا ، نظير الموقف العملي لاهل الكوفة تجاه ثورة الامام الحسين ع : ( ان قلوب القوم معك وسيوفهم عليك ) .

لقد وقفت الجمهورية الإسلامية مع حقوق الشعوب المستضعفة عموما والمسلمين خصوصا ، ودافعت عنهم بكل قوة منذ انتصارها عام ١٩٧٩ ولا تزال ، وقدمت تضحيات جسيمة على هذا الطريق ، تدفعها إلى ذلك مبادؤها وقيمها السامية ، دون منٍّ على احد أو بحث عن مصلحة من أحد ، وتجاهلت كل ردود الأفعال السلبية ضدها ، فقد ساندت القضية الفلسطنية بكل إمكاناتها مع أنّ الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني له مواقف سلبية ضدها نتيجة للجهل تارة والتزييف وقلب الحقائق تارة اخرى واثارة النعرات الطائفية والقومية التي يمارسها الإعلام الغربي المعادي وأبواقه العميلة تارة ثالثة . ووقفت مع الشعب العراقي بكل محنه وقدمت الكثير من التضحيات من أجله ، ولم تعبأ مطلقا بردود الفعل السلبية التي يتخذها البعض ضدها بدوافع نفسية او طائفية او قومية .

إنّ ما يحصل ضد الجمهورية الإسلامية أمر مؤلم ، ويدمي قلب كل حرّ في هذا العالم ، لكن وفق الرؤية القرآنية و على المدى الإستراتيجي فيه منافع وفوائد كثيرة منها :

١- كشف حجم الإجرام وزيف المدعيات التي تدعيها الصهيونية العالمية والأنظمة الغربية في مجال الحريات ، وحقوق الإنسان ، واحترام سيادة الدول وخيارات الشعوب

٢- ثبات وصمود جبهة الحق واستعدادها للتضحية والعطاء مع قلة العدد وخذلان الناصر

٣- تنمية الوعي لدى المجتمعات المضطهدة ، وشعورها بامتهان كرامتها وهدر حقوقها و سلب حرياتها

٤- كشف مخططات الاعداء ، وزيف مدعياتهم ، و أبعاد مؤامراتهم

٥- المساهمة في وحدة المسلمين وتوحيد مواقفهم ، وبالتالي عدم الانجرار وراء دعاة شق وحدة المسلمين من خلال اثارة النعرات الطائفية والقومية والوطنية في أوساطهم .

إنّ صمود الجمهورية الإسلامية وخروجها مرفوعة الرأس من هذه المعركة الشرسة سيجعلها أكثر قدرة ونفوذا بين المسلمين ، وثقة لديهم بمبادئها وقيمها وقدرتها على مواجهة الاعداء ، مهما بلغ عددهم ، وزادت قدراتهم التسليحية والمادية ، وستكون محورا في تشكيل محور التصدي والمواجهة للطغيان الأمريكي والتوحش الصهيوني والخداع الغربي ، وستكون سندا للشعوب الساعية للحرية والانعتاق من الظلم والطغيان ، و عقبة كإداء أمام الطغيان الأمريكي والاستغلال الغربي والتوحش الصهيوني ( وَلَا تَهِنُواْ فِى ٱبْتِغَآءِ ٱلْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا)
النساء : ١٠٤

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here