في احتفالية النصر على داعش التكفيري.. السلطاني: هذه ذكرى تاريخية واستثنائية في تاريخنا الحديث

0
3817

تقرير: فاضل الحلو ….

تزامنا مع احتفالات النصر على قوى الظلام التكفيرية (داعش الإرهابي)التي يحتفل بها أبناء شعبنا وبرعاية رئيس مؤسسة السجناء السياسيين الدكتور حسين خليل السلطاني عقد اليوم ، الثلاثاء ، وتحت شعار (من وحي ذكرى الانتصار رعاية عوائل الشهداء مسؤوليتنا جميعا) بحضور نائب رئيس المؤسسة الأستاذ صفاء شربة والسادة المديرين العامين ومدير مديرية الحشد الشعبي الشيخ أبو عقيل الكاظمي والوفد المرافق له والأستاذ معين الكاظمي القيادي في الحشد الشعبي ومجموعة من عوائل شهداء الحشد الشعبي وجمع غفير من موظفي المؤسسة .

استهل الحفل المبارك بآي من الذكر الحكيم ثم عزف السلام الجمهوري ، بعدها ألقيت كلمة مؤسسة السجناء السياسيين من قبل رئيس المؤسسة الدكتور حسين خليل السلطاني والتي ابتدأها مرحبا بالضيوف الكرام.

وقال السلطاني في كلمته : أبارك لكم جميعا الذكرى الأولى للانتصار ، هذا الحدث التاريخي الذي تحقق بدماء الشهداء يعدّ اكبر انجاز في تاريخ العراق الجديد ، حَرر العراق من براثن داعش وهو أكبر خطر تعرض له العراق في التاريخ الحديث ، وانه لانجاز يستحق الثناء والتقدير.

وتساءل الدكتور السلطاني : لماذا نحيي هذه المناسبة ؟ هل من أجل أن نقف عند ظاهرها وجانبها الشكليَين أم نتعمق إلى أكثر من ذلك ؟! ، مبينا أن جانبها الشكلي الإطراء على هذا الحدث والثناء على كل من حقق الانتصار ، لكن الضروري أمرين الأول: أن نحدد بدقة من أسهم وحقق هذا الانتصار، لأنه تحديد هذا الجانب وتحديد الفئات أمر مهم وعلينا أن نقدر مواقفهم ونحدد مسؤولياتنا تجاههم ، والأمر الآخر: أن نقف على الأسباب والعوامل التي أدت إلى هذه المعركة وعوامل الانتصار التي حسمتها .



المرجعية العليا هي من ساهمت وحققت الانتصار في هذا الظرف الاستثنائي 

وبيّن السلطاني خلال كلمته : إن الذي أسهم في تحقيق الانتصار وأوجد كل هذا وما تحقق في الظرف الاستثنائي هي المرجعية العليا ، وهي صاحبة المنطلق والأرضية لهذا الانتصار،لافتا في الوقت نفسه إلى انشغال القوى السياسية في صراعاتها، مؤكدا وجود المرجعية الدينية في تلك اللحظات الحرجة في قلب الحدث وتعرف جيدا مكامن الخطر المحدق بالعراق، لذا أصدرت فتوى الجهاد الكفائي الذي تحقق من خلاله كل هذا الانتصار ، مشيدا بدورها الذي تستحق عليه كل الثناء والتقدير والاحترام والشكر ، فضلا عن اسهاماتها الفاعلة بدعم قواتنا المسلحة وإرشاداتها الحكيمة ودعائها المستمر لنصرة العراق فتحقق الانتصار.

والعامل الثاني : موقف وتضحيات الشهداء والجرحى وعوائلهم الكريمة ، فلولا مواقفهم المشرفة وعوائلهم لما تحقق هذا النصر ، بحيث بلغت تضحيات بعض العوائل (5) شهداء ولم تبخل بدماء ابنائها في سبيل الوطن فهم يستحقون الثناء والشكر وكل التقدير والاحترام ، موضحا ضرورة تحديد مسؤولية كل شخص تجاه هذه العوائل وكل جهة ـ ليست الحكومة فقط ـ الكل مسؤولون ولا يمكن تلبية طلباتهم إلا بوقفتنا جميعا ؛ لأن الذي حمى العراق ودافع عن أعراضنا هم أبناء عوائل الشهداء ، وإننا لا نقف عند حدود الكلام ، الكلام ليس له قيمة أمام مواقفهم المشرفة ويجب أن نتحول إلى الجانب العملي ولا نكتفي بالشكر القولي بل الشكر العملي ، إذا شكرنا هذه العوائل سوف نكون على استعداد للتضحية ونزرع فينا الدفاع عن الوطن والمجتمع ، وللمؤسسة موقف مشرف في مساندة هؤلاء، اذا قمنا بشئ فهذا شرف لنا، متمنيا معاليه استمرار العطاء وأن لا نبخل بالغالي والنفيس خدمة لهذه العوائل و علينا ان نحيي في أنفسنا القيم والشعور بالمسؤولية فإذا تبرعنا بـ (25) ألف دينار في الشهر نستطيع أن نجمع (25) مليون ، عند ذاك نستطيع مساعدة (50) عائلة وهذا هو رأس مالنا لنعيش بسلام وأمان ، يجب أن نعيش متعاونين ومتحابين لأن التفاوت الطبقي هو الذي يولد الأذى للمجتمع وهذا بحد ذاته خسارة للجميع، وهذه دعوة لأعزائي في هذا المجال ، أعتقد هناك قصور وليس تقصير في اللجنة التي كلفت بهذا الواجب، عليها إعادة طريقة عملها وابتكار الأسلوب الذي يحقق الأفضل.

وأشاد السلطاني في كلمته بالقوات المسلحة والقوات الاتحادية والبيش مركه والأخوة الغيارى في تحملهم المسؤولية ودفاعهم عن البلد واسترخاصهم للدماء وبذلهم للأرواح ، فهؤلاء يستحقون كل احترام ومساعدة ، مشيرا إلى ضرورة الوقوف مع جيشنا وقواتنا الأمنية والحشد الشعبي .

الحشد الشعبي هو الذي غير الموقف وحول الانكسار إلى تقدم

أوضح الدكتور السلطاني خلال كلمته موقف الحشد الشعبي الذي حول القوات المسلحة من قوى مترددة إلى قوى ضاربة ، موضحا أن هناك أسبابا موضوعية لهذا التردد ، منوها إلى وجود أصوات نشاز تحاول الإساءة إلى الحشد المقدس ، داعيا إلى تطهير الحشد المقدس من تلك الأصوات النشاز ، مبينا ضرورة الحفاظ على جميع الأجهزة والتنسيق معها وتقديم كل الدعم المادي والمعنوي وخصوصا الحشد الشعبي .

موقف الجمهورية الإسلامية يستحق كل الاحترام

أكد الدكتور حسين السلطاني خلال كلمته التي ألقاها في احتفالية النصر : إن موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية يستحق كل الاحترام والتقدير في مساندتها الإعلامية والاقتصادية، فضلا عن الدماء الطاهرة التي أريقت في ساحة الشرف من شخصيات لها كل التقدير والاحترام ، متناولا الموقف المعاكس لبعض أبنائنا في بلدنا الذين كانوا يسعون وراء العثرات والطعن في الظهر.

الشعب العراقي يستجيب لفتوى المرجعية

قال السلطاني في كلمته : إن الشعب العراقي الذي استجاب لفتوى المرجعية هو الذي حقق الانتصار ، الشعب العراقي الذي ضحى بأبنائه ووقف وقفة المضحي بكل ما يملك وحقق هذا الانتصار وأوجد هذا الحدث ، فمسؤوليتنا كبيرة تجاه الحكومة وكلنا نمثل الحكومة في أدائنا ، لابد أن نتفانى في خدمة شعبنا.

نحن كمؤسسة حققنا أشياء طيبة لكن هل بمستوى الطموح ؟

وتحدث السلطاني في كلمته بشأن أداء المؤسسة : في عملنا أجد أننا ليس بمستوى الطموح ، علينا أن نرضي ووجداننا وضميرنا ونشعر بمسؤوليتنا أمام الله ، على كل منا أن يؤدي تكليفه.

العامل الإقليمي أدخل داعش

وأشار رئيس المؤسسة في كلمته إلى أسباب دخول داعش ، منوها الى ضرورة ان يكون هناك وعي لهذه القضية والمخططات التي يرسمها الأعداء ، مبينا تأثير العامل الدولي في ذلك، فضلا عن ضعف الدولة العام والحكومي بشكل خاص اللذين مهدا الأرضية لدخول داعش، مشيرا الى أن هذا درس مهم جدا ، لكن بفضل الله تحقق الانتصار وانهزم العدو ووصلنا إلى الاطمئنان .

وأشار السلطاني خلال كلمته : الى ضرورة بناء الدولة على اسس صحيحة وإعادة هيبتها وهذه مسؤوليتنا في هذه العملية ، بالإضافة الى معالجة كل المشكلات ،وان يكون هناك استقرار سياسي لأنه مرتكز كل المجالات الأخرى، مبينا : نحن وبكل أمانة كمؤسسة ومجتمع نقف إلى جانب رئيس الوزراء ونكن كل التقدير والاحترام للحكومة ، ليس من المنطقي إغفال الجوانب الايجابية والنظر إلى السلبيات ، ولا يجب الوقوف عند القضايا الجزئية ، نسأل الله التوفيق للجميع.

بعدها القى الأستاذ محافظ بغداد الأسبق والقيادي في الحشد الشعبي معين الكاظمي كلمة بهذه المناسبة تحدث فيها عن الإنجازات التي تحققت بفضل الحشد الشعبي وما تم تقديمه لعوائلهم، حيث أكد في كلمته إكمال (8500) معاملة تقاعدية لعوائل شهداء الحشد وتوزيع (5) آلاف قطعة ارض سكنية وإرسال (3500) شخص من عوائل الشهداء لأداء مناسك الحج و (5) آلاف زائر للمراقد المقدسة في إيران وتخصيص قطعة ارض مساحتها (300) دونم لعوائل شهداء الحشد في أطراف بغداد وبناء (500) دار سكنية لعوائل شهداء الحشد عن طريق المتبرعين الخيريين من أبناء العراق الغيارى وهناك برنامج ترفيهي اجتماعي لأبنائهم .

 

بعدها القى كلمة الشهداء الأستاذ عضو مجلس محافظة البصرة جواد عبد العباس وهو والد شهيد من شهداء الحشد تحدث فيها عن بطولات أبناء الحشد الشعبي ، مستذكرا موقف الإمام الحسين عليه السلام في معركة الطف ووقوف أصحابه معه ، وكذلك موقف العقيلة زينب ع وموقف أمهات الشهداء ، داعيا في الوقت نفسه إلى التمسك بخطى أهل البيت.

بعدها ألقيت قصائد شعرية تيمنا بهذه المناسبة وفي ختام الحفل تم تكريم مجموعة من عوائل الشهداء.

 

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here