نظم مركز الذاكرة الفيليّة بالتنسيق مع مؤسسة السجناء السياسيين، اليوم السبت، ندوة ثقافية بعنوان “انتهاكات حقوق الإنسان في ظل النظام البائد: الكرد الفيليّين نموذجًا”، وذلك في مقر المؤتمر الوطني العام للكرد الفيليّين.
قدم ممثل رئيس مؤسسة السجناء السياسيين، السيد نعيم ياسين، محاضرة تناولت مفهوم حقوق الإنسان في الشرائع السماوية والقوانين الدولية، مستعرضًا الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها النظام البعثي بحق العراقيين عمومًا، والكرد الفيليّين على وجه الخصوص.
وأضاف أن هذا المكون انتهكت حقوقه مرتين: الأولى بسبب انتمائهم القومي، والثانية نتيجة ولائهم لمذهب أهل البيت (عليهم السلام)، مؤكدًا أن النظام البائد كان يتظاهر بالقومية، لكنه في الحقيقة كان طائفيًا ومقربًا للطائفيين من أمثاله.
من جانبه، أشار الدكتور عبد الصمد رحمن إلى افتقار النظام البعثي لأي اعتراف بالحقوق والحريات، مؤكدًا أن الكرد الفيليّين تعرضوا لإبادة جماعية وتنكيل واسع النطاق شمل مصادرة ممتلكاتهم، إسقاط جنسيتهم، وتشريدهم قسرًا.
كما تحدث الدكتور طارق المندلاوي رئيس المؤتمر الوطني العام للكرد الفيليّين، عن التصفية الجسدية والقرارات الجائرة التي استهدفت هذا المكون العراقي. وأوضح أن النظام البعثي أصدر قرارات بإسقاط الجنسية العراقية عنهم واعتبارهم عشائر غير عراقية، مع مصادرة أموالهم، وارتكاب جرائم تضمنت الإعدام والقتل الجماعي، التسفير القسري، واستخدامهم كدروع بشرية في حقول الألغام أثناء الحرب العراقية الإيرانية.
وانتقد المندلاوي قصور قوانين العدالة الانتقالية في إنصاف هذه الشريحة، داعيًا إلى إعادة النظر في بعض القوانين ضمن مؤسستي الشهداء والسجناء السياسيين لضمان تحقيق العدالة لهم.
شهدت الندوة حضور معاون مدير عام دائرة شؤون المديريات واللجان الخاصة، السيد محمد جاسم محمد، وعدد من موظفي المؤسسة، إضافة إلى سجناء ومعتقلين من المكون الفيلي وبعض المهتمين بشؤون حقوق الإنسان والقانونيين.
وفي ختام الندوة، قدّم مركز الذاكرة الفيليّة دروع شكر وتقدير لعدد من السجناء وذويهم، تكريمًا لتضحياتهم في مواجهة النظام الإجرامي البائد.
تأتي هذه الندوة ضمن إطار التعاون بين مؤسسة السجناء السياسيين ومركز الذاكرة الفيليّة لتوثيق الجرائم والانتهاكات التي تعرض لها الكرد الفيليّون، وتسليط الضوء على معاناتهم من أجل تحقيق العدالة والإنصاف.