برعاية رئيس مؤسسة السجناء السياسيين الدكتور حسين السلطاني اقامت المؤسسة اليوم ،الاثنين، احتفالاً مركزياً بيوم السجين السياسي العراقي وتحت شعار ( يوم السجين السياسي العراقي تخليد للتضحيات واكرام للمضحين ) وذلك على قاعة نصب الشهيد ببغداد بحضور النائب الاول لرئيس مجلس النواب السيد حسن الكعبي ورئيس تحالف الإصلاح والإعمار السيد عمار الحكيم ومعالي رئيسة مؤسسة الشهداء السيدة ناجحة عبد الامير وممثلين عن رئاسة الجمهورية والوزراء وعدد من اعضاء مجلس النواب والشخصيات السياسية والثقافية والإعلامية والاجتماعية اضافة الى المديرين العامين ومديري المديريات وموظفي المؤسسة .
افتتح الحفل بتلاوة آي من الذكر الحكيم بصوت القارئ عامر الكاظمي بعدها عزف السلام الجمهوري وقرأ الحاضرون سورة الفاتحة وقوفا ترحماً على ارواح شهداء العراق الابرار .
والقى الدكتور السلطاني كلمتهُ التي جاء فيها، نبارك لكم يوم السجين السياسي العراقي والذي يتزامن مع ولادة الامام علي (عليه السلام ) واستشهاد الامام موسى بن جعفر الكاظم (عليهما السلام) ، مخاطباً الحضور انه علينا في هذه المناسبة ان نحدد مسؤوليتنا وخاصة خلال الظرف الذي عاشه العراق في العقود الثلاثة الماضية التي تعدّ اسوء وأمر مرحلة من تاريخ سنوات العراق ، فقد تسلط على العراق حكم استبدادي دكتاتوري ؛ سعى جاهداً ان ينزع هويته الدينية والاجتماعية، الامر الذي دعا الحوزة الشريفة والامام محمد باقر الصدر(قدس) الى الوقوفِ بوجهِ هذه الممارسات، واصدار فتواه الشهيرة في ادامة الجهاد والنضال وازاحة هذا الكابوس عن العراق ، والدفاع عن الشعب العراقي وهويته الاسلامية بعيداً عن اي مكاسب واطماع.
واضاف الدكتور السلطاني، لقد استجاب السجناء السياسيون للفتوى وتحملوا مسؤولية الدفاع عن وطنهم وقد سطروا اروع صور الصمود والتصدي، مبيناً ان هذه التضحيات هي فخر لنا جميعاً، لافتاً في الوقت نفسه الى مسؤولية الدولة في اعتبار السجناء خصوصاً والمضحين عموماً إرثاً وطنياً، مطالباً بالكشف عن جرائم البعث الذي مارس ابشع صور الظلم وارتكب اكثر من عملية ابادة جماعية.
وبيّن رئيس المؤسسة : ان ما يعيشه بلدنا اليوم من حالة التداعي يرجع بالأساس الى تلك الحقبة، لافتاً في الوقت عينهِ الى النهوض بهذه المسؤولية التي تستدعي من الحكومة والسياسيين اعتماد خطة مدروسة لتوثيق تلك المرحلة، مذكراً الحضور ان في مؤسسة السجناء السياسيين ارشيفاً مكتوباً ومخزوناً في ذاكرة السجناء السياسيين من الممكن نقله الى اجيالنا من اجل تعبئتهم وحمايتهم للحفاظ على الدولة وديمومتها من خلال رفد ابناء هذه الشريحة في الدولة، مؤكداً ان مسؤولية المشمولين بقانونِ المؤسسة هو الدفاع عن حقوق وحريات جميع ابناء المجتمع ، منوهاً الى ان السجناء السياسيين احرص في الدفاع عن حقوق ابناء العراق.
من جانبه طالب النائب الاول لرئيس مجلس النواب السيد حسن الكعبي في كلمتهِ، الإبتعاد عن التأثيرات السياسية بكل اشكالها في ادارة شؤون المشمولين بأحكام قانون المؤسسة والتزام السياق المهني الذي يلامس الجراحات التي تعرضوا لها ، داعيا وزارة المالية والوزارات والجهات غير المرتبطة بوزارة الى توفير التخصيصات المالية اللازمة التي اقرَّتها القوانين الخاصة بشريحة السجناء .
ودعا الكعبي، الى تأسيس المركز الوطني للذاكرة العراقية وذلك لخلق رأي عام عالمي يُسَوِّق حجم الضرر الذي اصاب العراقيين خلال النظام الدكتاتوري ، لافتا الى اهمية تنسيق المؤسسة مع دائرة المنظمات غير الحكومية وهيأة المساءلة والعدالة ومنظمات المجتمع المدني المحلية والمنظمات العالمية لتشكيل هذا المركز .
وقال رئيس تحالف الاصلاح والاعمار السيد عمار الحكيم في كلمة له ، إن السجين السياسي يعبر عن الطليعة النخبوية التي تحرك الامة لتعبر عن نفسها، مشيرا الى ان السجين السياسي لم يحصل على حقوقه على الرغم من مرور 16عاما بعد سقوط الدكتاتورية ، وهناك نسبة كبيرة منهم لم يتوفر لهم فرصة التعيين في دوائر الدولة، وظلموا على عهد الدكتاتور وظلموا ايضا في هذا الواقع.
واكد الحكيم : ان السجناء السياسيين يتحملون المسؤولية اليوم للثأر من الحقبة السابقة، موضحا ان الثأر ليس انتقاما وتشفيا وانما من خلال اصلاح المسارات وتقويم الانحرافات وبناء عراق مختلف ، مؤكدا : ان السجناء السياسيين هم الاحرص على العراق والمساهمة في مراجعة الواقع وهم الاقدر للتشجيع على رفع شعار الاصلاح ومكافحة الفساد ونحن بحاجة الى هذا الصوت والإرادة.
بينما قال الفريق الاول الركن الطيار حامد المالكي قائد طيران الجيش في كلمتهِ ، ايها الاخوة علينا ان نفيد من التجربة المظلمة التي مرت بالعراق ابان حكم البعث الجائر لكي نبني وطناً مزدهراً لاجيالنا ولاندع تضحياتنا تذهب سُدى .
واضاف المالكي، يجب ان يكون السجين السياسي مدرسة للصبر والعزيمة والفداء والوقوف بحزم امام محاولات التخريب الممنهج لطمس الهوية العراقية الاصيلة ومحاربة حالات الفساد المستشري ، وهنا يقع الدور الاكبر على شريحة السجناء السياسيين فهم الاقدر على هذه المهمة .
من جانبه قال السجين السياسي حميد الطرفي في كلمته، اليوم وبعد مرور ست عشرة سنة على سقوط نظام البعث ادرك الشعب العراقي مافعله هذا النظام من تخريب ممنهج ناسفاً بذلك كل الاعراف والقيم الاسلامية .
واضاف الطرفي : الاعلام الموجه اليوم يحاول قد الامكان احباط تجربتنا واظهارها بمظهر غير لائق ودليلنا انه لايوجد سجين رأي اليوم في العراق عكس مافعله نظام البعث الذي غصت سجونه بخيرة ابناء العراق من المفكرين وغيرهم، داعياً الجهات المخلصة كافة ان تتكاتف ولا تتفرق.