اصدر رئيس مؤسسة السجناء السياسيين اليوم ، الاثنين ، بياناً بمناسبة اليوم الوطني للمقابر الجماعية.
وأدناه نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
(مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ) سورة المائدة 32 .
يستعيد العراقيون اليوم الذكرى السنوية للمقابر الجماعية حيث قام مجلس الوزراء العراقي في عام 2007 بتخصيص يوم السادس عشر من ايار ليصبح اليوم الوطني للمقابر الجماعية ذلك لتسليط الاضواء على الانتهاكات الكبيرة والقاسية التي تعرض لها الآلاف من أبناء شعبنا الذين تم قتلهم بأساليب بشعة ، واختفوا، وتم دفنهم في المقابر الجماعية.
وما زالت ظلامتهم شاخصا بارزا في عراقنا المعاصر حيث لم يظهر لحد الآن أي معتذر عن هذه الجرائم من رجال النظام البائد ولم يتم كشف الكثير من خفايا هذه الجرائم حتى الآن.
ان مؤسسة السجناء السياسيين وهي تستذكر بغصة وألم هذه التضحيات الكبيرة التي قدمها أبناء شعبنا الكريم تؤكد على ضرورة إيلاء هذا الملف الاهتمام الكافي من كل اركان الدولة العراقية من مجلس النواب في اصدار التشريعات اللازمة ، والقضاء العراقي في متابعة ملف الضحايا والمجرمين ، وإصدار الاحكام القضائية بحق المتورطين، كما ننتظر من حكومتنا الموقرة وهي التي يرأسها احد أبناء الضحايا للنظام البائد ان تدعم بكل ما يمكن الجهات المختصة لفتح هذه المقابر ، واكمال جردها ، وتعويض متضرريها ، واكمال كل ما يتعلق بفحوصها العلمية ، لحسم الكثير من تفاصيلها وخفاياها.
كما تهيب المؤسسة بالمنظمات الدولية والإنسانية الحقوقية والمتخصصة بمساعدة الجهات العراقية المختصة بمعالجة هذا الملف بما تمتلكه من إمكانات تخصصية ، وتقنيات تساعد على الوصول الى الحقائق المتعلقة بجثامين المغدورين.
ان الاهتمام بالمقابر الجماعية ، وضحاياها ، وتعويض متضرريها ، وتحميل المجرمين الذين ارتكبت اياديهم الآثمة هذه الجرائم مسؤولية جرائمهم هو الطريق الأمثل لمنع أي طاغية مجرم اخر مستقبلاً من السير بهذا الطريق المهلك والخطير.
ان مئات المقابر الجماعية المنتشرة في جنوب العراق ووسطه وشماله تؤكد ان العراقيين جميعا بكل مكوناتهم وقومياتهم كانوا هدفا لآلة القمع المهلكة للنظام الدموي البائد، الذي خلف الى غير رجعة عراقا مليئا بالمآسي والمقابر الجماعية.
حمى الله العراق والعراقيين وحفظهم من كل سوء انه نعم المولى ونعم النصير.
الدكتور حسين السلطاني
رئيس مؤسسة السجناء السياسيين
2023/5/15
Post Views: 2٬018