تحرير – أحلام رهك
نظمت السجينات السياسيات اليوم ، الجمعة ، وقفة استذكارية سنوية أمام نصب الشهيدة في مدينة الكاظمية ببغداد، إحياءً لذكرى شهداء وشهيدات العراق الذين ضحوا بحياتهم في سبيل الوطن، وتزامنت هذه الفعالية مع الذكرى السنوية لإعدام الطاغية صدام حسين، في خطوة تعبيرية من السجينات السياسيات لتجديد العهد بالقيم الوطنية والمبادئ التي ضحى من أجلها شهداء العراق، وللتأكيد على استمرارية النضال من أجل عراق حر ومستقل.
استُهلت الفعالية بتلاوة آيات من الذكر الحكيم للطفلة زهراء، ثم قراءة الفاتحة على أرواح الشهداء.
بعد ذلك، ألقى رئيس مؤسسة السجناء السياسيين الدكتور حسين السلطاني كلمة بالمناسبة جاء فيها: “في خطوة تاريخية تعكس العدالة الدقيقة في إنصاف الضحايا الذين انتهك النظام المباد حقوقهم، يمثل يوم إعدام رموز النظام البعثي مرحلة جديدة نحو استعادة الحق وإغلاق صفحة مظلمة في تاريخ العراق ، مضيفاً إن تضحيات الشهداء والسجناء تعد من أعظم التضحيات التي شهدها العراق في القرن العشرين، وكلما تمعنا في تاريخنا، فإننا نرسم طريق المستقبل الذي يضمن العدالة والحرية للجميع.”
وأكد السلطاني:”إن حقبة البعث كانت إحدى أكثر الظواهر التدميرية التي مرت على العراق، حيث فرضت الأنظمة الاستبدادية نفسها على البلاد وانتهكت الحقوق والحريات. من المهم أن ندرك أن تلك الحقبة لا تشبهها أي تجارب أخرى في التاريخ الحديث للعراق. علينا أن نتذكر أن النعم والنقمة تجريان بحياد في حياة الإنسان، ولذلك يجب أن نكون حذرين من زوال النعمة التي نعيشها الآن، وأن نعمل جاهدين للحفاظ عليها بالشكر والوعي.”
وأضاف:”نقف اليوم أمام تحديات داخلية وخارجية كبيرة، ومن الضروري أن نلتزم بوحدتنا ونغلب المصلحة العامة على المصلحة الشخصية. يجب أن نسعى بكل وعي نحو استقلال بلدنا وحمايته من التحديات الكبرى التي قد تهدد هويته وكرامته، خاصة في مواجهة العدو الصهيوني والغرب الأمريكي الذين يسعون إلى مسخ الهوية العراقية وانتهاك حرمة الإنسان العراقي، مشيراً أن العدو لن يتراجع ما لم يرَ قوة وصموداً من الشعب العراقي يقف في وجهه، ولن تتحقق العدالة إلا بتضحيات جديدة للحفاظ على كرامتنا ووحدتنا الوطنية.
في ختام كلمته قدم السلطاني تحياته إلى جميع الشهداء الذين ضحوا من أجل الوطن، واكد أن دماءهم ستظل نبراساً يُنير طريق الحرية والمستقبل للعراق.”
مطالب السجينات السياسيات
بعدها، تقدمت السجينة السياسية الدكتورة عطور الموسوي بعدد من المطالب إلى دولة رئيس الوزراء، من بينها:
تسمية ساحة الاحتفال باسم “ساحة الشهيدة العراقية” تكريماً للتضحيات الكبيرة التي قدمتها النساء العراقيات.
إقامة نصب تذكاري يوثق الشهيدات اللواتي قدمن أرواحهن في سبيل العراق.
تحويل “الشعبة الخامسة” إلى متحف وطني يحفظ تضحيات الشهداء والسجناء.
إدراج منهج دراسي عن جرائم النظام البعثي في مختلف مراحل التعليم لتوعية الأجيال القادمة.
تأسيس جائزة “الشهيدة العراقية” لتكريم المرأة العراقية المتميزة في خدمة الوطن.
تخصيص يوم وطني للاحتفاء بالشهداء العراقيين، لا سيما الشهيدات.
وأشارت الموسوي إلى أن هذه المطالب تهدف إلى توثيق التضحيات وتعزيز قيم الوفاء للوطن في ذاكرة الأجيال القادمة.
شهادات وكلمات مؤثرة
تخللت الفعالية كلمات مؤثرة، أبرزها كلمة السجينة السياسية نضال العامري التي أشادت بصمود الشهداء ومعاناتهم، مشيرة إلى جرائم النظام البعثي التي وصفتها بامتداد لظلم الطغاة على مر العصور.
بدورها، تحدثت السجينة سوريا كاظم عن معاناتها مع قرارات المحكمة التي صادرت حقوقها. وأشارت إلى قرار قضائي حديث باعتبار قرارات مجلس قيادة الثورة قانونية، مما أثار صدمتها. ووعد السلطاني بمتابعة قضيتها مع القضاء بشخص رئيسه فائق زيدان.
قصائد وأبيات وفاء
ألقيت خلال الوقفة قصيدة للشاعر محسن الجوراني، تغنى فيها بصمود الشهيدات والسجينات في وجه الطغيان، وأشاد بتضحياتهن في مقاومة النظام الدكتاتوري والإرهاب الداعشي.
حضور واسع
شهدت الوقفة حضوراً مميزاً من السجناء والسجينات السياسيين وذوي الشهداء من مختلف المحافظات العراقية، الذين أكدوا على أهمية الاحتفاء بذكرى الشهداء وتوثيق تضحياتهم لتكون دافعاً للأجيال القادمة.
اختُتمت الفعالية بتجديد العهد على المضي قدماً نحو تحقيق عراق حر ومستقل، تليق بدماء شهدائه وتضحيات نسائه ورجاله.