
نعى رئيس مؤسسة السجناء السياسيين الدكتور حسين السلطاني اليوم ، الخميس ، السجين السياسي اللواء المتقاعد سعدون ابراهيم ( الحاج ابو فراس الحمداني ) الذي وافاه الاجل يوم امس …
وقال الدكتور السلطاني في بيان …
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا لله وانا اليه راجعون
بعد حياة مليئة بالعطاء والاخلاص ، وعمر مقترن بالالام والمعاناة رحل السجين السياسي اللواء المتقاعد سعدون ابراهيم ( الحاج ابو فراس الحمداني ) إلى ربه ليلة أمس ، بنفس مطمئنة وثقة بالله كبيرة ، فقد أفنى عمره الشريف ساعيا إلى مرضاته وتحقيق طاعته .
مما ميّز الحاج ابو فراس أنّ الدنيا كانت مقبلة أمامه لكنه أدار ظهره لها دفاعا عن دينه وقيمه وحقوق شعبه ، فقد كان ضابطا يتصف بكل مقومات الرجولة والشجاعة والفروسية ، والدنيا مقبلة تجاهه لكنه أبى إلا ان يختار طريق الحق ويتحمل مسؤولياته في مواجهة طغمة حزب البعث مهما كلفه ذلك من ثمن .
كان رجلا شجاعا ، يتحدث عن آرائه بوضوح ويعلن عن مواقفه دون تردد ، ولا تأخذه في الله لومة لائم ، ومضى في مسيرته على بينة من أمره ، قضى في السجن سنوات عديدة صابرا وشامخا ، وبعد السجن لم يخضع لارادة الظالمين فهاجر في أرض الله الواسعة ، ومع أنّ الظروف كانت متاحة له لينعم بملذات الدنيا لكنه آثر ان يكون قريبا من معاناة شعبه وآلام وطنه ، فعاد إلى شمال العراق وأخذ منها منطلقا لاداء مسؤولياته لخلاص مجتمعه من طغيان البعث واجهزته القمعية وظلمه الفاحش .
وبعد أن منّ الله على شعبنا بالخلاص إتخذ من محافظة ديالى ميدانا لأداء تكليفه ، وبقي البعثيون الجناة يتربصون به الدوائر ، وحيث لم يتمكنوا من مواجهته ، لجأوا إلى أسيادهم الأمريكان فكان مصيره السجن مرة أخرى لعدة سنوات ، وما ان تعرض العراق لهجوم داعش حتى كان ابو فراس جنديا باسلا في صفوف الح sh د يدافع بلسانه الصادق وجسده الشريف مع تجاوز عمره السبعين عاما .
أخيرا : ترجل الحاج ابو فراس عن صهوة جواده ورحل إلى ربه بكل هذا التاريخ الحافل بالعطاء والمواقف المشرفة ، رحل وهو يشعر بمظلومية كبيرة وفي قلبه الطاهر عتب كبير على إخوانه لانه لم ينصف .
رحم الله الحاج ابو فراس وأسكنه الفسيح من جنانه ، والهم عائلته الكريمة لاسيما ولده البار إبراهيم ورفاق دربه السجناء والمجاهدين الصبر والسلوان ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .
د. حسين علي السلطاني
رئيس مؤسسة السجناء السياسيين
الخميس 2025/1/16
Post Views: 1٬381