مؤسسة السجناء السياسيين تشارك في حفل تكريم السجينات السياسيات في كربلاء

0
1779

كربلاء : كاظم الكتبي …
تصوير : امين الربيعي …

من مرقد العز والاباء ومن تضحيات ابي الاحرار الامام الحسين (ع) واخته زينب الكبرى (ع) استذكرت مؤسسة معز الاولياء الثقافية بطولات وتضحيات السجينات السياسيات في مواجهة نظام الطاغية المقبور ، اليوم ،الجمعة ، على قاعة سيد الاوصياء من مرقد الامام الحسين (ع)  وبالتنسيق مع العتبة الحسينية المقدسة .

وقد حضر حفل التكريم  معالي رئيس مؤسسة السجناء السياسيين الدكتور حسين السلطاني والوفد المرافق له .

استهل الحفل المبارك بآي من الذكر الحكيم بصوت قارئ العتبة الحسينية برير الحائري ، وتفضل معالي رئيس المؤسسة بألقاء كلمته في المناسبة ومما جاء فيها :

ان من الضروري ان لا ننسى تلك المرحلة العصيبة ليس من باب تنمية روح الانتقام في نفوسنا او زراعة بذور الحقد والكراهية فيها ، بل من أجل ان نعيشها في عقولنا ومن اجل ان نتحمل اعباء المسؤولية تجاه احداث تلك المرحلة وللحيلولة دون تكرارها واعادة انتاجها من جديد، وان نعيشها في قلوبنا لنحيي فيها مناشئ الخير والود والرحمة للاخرين، ونعيشها في مشاعرنا كي نتحسس قبح الظلم وقساوة الحرمان وبشاعة العنف مهما كان مصدرها منا او من غيرنا بهذا نكون قد عشنا لمبادئنا ووفينا لتضحياتنا وصدقنا مع شعبنا .

مؤكدا معاليه على ان يكون للدولة التفاتة لتكريم هذه الشرائح المضحية والاستفادة من طاقاتهم وذلك من خلال زجهم في مفاصل الدولة وتاهيل ابنائهم علميا وتربويا ورعاية عوائلهم وذلك لانهم الاكثر  حرصا على بقاء النظام الجديد والحفاظ عليه من الاختراق والتضييع .

وفي ذات السياق حمّل الدكتور السلطاني المنابر الاعلامية والمؤسسات الثقافية مسؤولية كبيرة للحفاظ على تاريخ الشعب العراقي النضالي وبيان الوجه المشرق والمواقف الخالدة لابنائه المضحين الذين وقفوا بكل شموخ امام اعتى طاغوت عرفه  تاريخ العراق المعاصر ولم تثنهم كل وسائل الاجرام والترهيب من اداء مسؤولياتهم والنهوض بواجباتهم تجاه بلدهم وشعبهم الكريم، مبينا ان تدوين هذا التاريخ وكتابة احداثه بامانة واظهار بطولات رموزه كل ذلك من شانه تعزيز روح التضحية ويحافظ على هذه القيمة العظيمة التي تمثل الضمانة الاساسية للحفاظ على قيم المجتمع وحقوقه .

وعن معاناة السجناء والسجينات الاحرار نوه معالي رئيس المؤسسة الى ان اغلب المشمولين بقانون المؤسسة لم يحصلوا على حقهم في السكن مع ان اعمار العديد منهم تجاوزت الستين عاما ولهم فترة سجن اكثر من عشر سنوات، وكذلك اغلبهم يعانون من اوضاع صحية متدهورة لذا ندعو حكومتنا الموقرة ودولة رئيس مجلس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني ابن هذه الشريحة المضحية ان يولي هذه الشريحة اهتماما خاصا وان ينصفهم في التخصيص المالي في الموازنة القادمة .

وتضمن الحفل ايضا كلمة للمتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة سماحه الشيخ عبد المهدي الكربلائي القاها بالنيابة عنه فضيلة الشيخ علي الفتلاوي قال فيها : عندما يكون السجن والاذى في سبيل الله او من اجل فكر صحيح او تعاطف مع قضية عادلة فهذا السجن يكون كما قال الله تعالى على لسان نبيه يوسف الصديق ( احب الي مما يدعونني اليه ) من افكار منحرفة وعدوان على الاخرين .

موضحا :  نحن نحتاج  الى شعار ” لكي يعلمون ” لتوعية الجيل الجديد بما مر بنا من طغيان وجرائم في زمن النظام المقبور، لنبين لهم ما مر بنا وكيف صبرنا وكيف كانت اخلاقنا في السجن، ونبين لهم ان هنالك نظاما طاغيا حكمنا بالحديد والنار و لا يحق لكم ان تصادروا تضحياتنا نتيجه مقارنة انتم تصنعونها بين الان وبين النظام السابق .

وفي كلمة للمرجع الديني السيد محمد تقي المدرسي التي القاها عنه نجله  السيد محسن المدرسي قال سماحته : ان استذكار تضحيات ابناء العراق الأبرار  يزيدنا استقامة في مواجهة الاعاصير التي تحاول ان تحرفنا ذات اليمين او ذات الشمال . لافتا سماحته الى ان تذكر  من مضى يزيدنا عزيمة وإرادة.

والاهم من ذلك يجب الا نغفل عن تلك القيم والاهداف التي ضحى من اجلها الشهداء فان تكريم الاباء لا ينبغي ان يكون في تقديس رفاتهم بل في حمل المشعل الذي حملوه .

وتحدث رئيس مؤسسة معز الاولياء الثقافية الشيخ محمد التاجر مخاطبا السجينات السياسيات كنتن الاعلى مقاما والاعظم دورا والارقى مكانا والاقرب الى الله من اي احد … اليوم نقف اجلالا لتاريخ الصمود الذي امتد لسنوات طويلة من عمر الزمن وفي سياق حركة الحقوق السياسية والاجتماعية التي كنتن في ركب المطالبين بها ، لا تكفي كل كلمات التكريم في ظل عطاء سنوات الصمود في معتقلات النظام الدكتاتوري السابق ، تبدو جائزة نوبل للسلام صغيرة متواضعة امام فداء النفوس الابية التي ابت ان تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام ،مضيفا اليوم نقف نكرم تاريخا من العهد الوطني وتاريخا مماثلا من العهد الاسلامي

وتخللت كلمات الحفل أصوات غيبتها زنزانات الظلم والاضطهاد في زمن العتمة فتحدثت السجينة السياسية وفاء خير الله عن سجن دام سبع عشرة سنة شاهدت فيها صنوف الالام والتعذيب وادلت بشهادات تاريخية على تعسف الانظمة المستبدة تجاه المرأة العراقية ودعت الى تدويل قضية السجناء والسجينات في ظل النظام الدكتاتوري السابق .

وتحدثت السجينة السياسية الدكتورة عطور حسين عن ذكرياتها مع مجموعة من السجينات السياسيات اللاتي عذبن بأبشع الاساليب وبعضهن نفذ فيهن حكم الاعدام وبعضهن توفين بعد خروجهن من السجن كأم جواد التي كان البعثيون يعلقون في ارجلها قنينة الغاز وهي محتسبة صابرة .

وفي ختام الحفل تقدم الدكتور السلطاني والشيخ الفتلاوي بتكريم السجينات السياسيات اللائي حضرن الفعالية .

ومما تجدر الإشارة اليه ان الوفد المرافق لمعالي رئيس المؤسسة تألف من السادة مديري الدوائر العامة السيد محمد خزعل مدير الدائرة الاقتصادية والأستاذ زيدان خلف مدير الدائرة الادارية والمالية والأستاذ جبار موات مدير دائرة شؤون المديريات واللجان الخاصة والاستاذ صلاح الكيشوان مدير مديرية سجناء كربلاء ومسؤول وحدة الاعلام في مديرية كربلاء السيد قاسم صلاح ومدير قسم الاعلام في المؤسسة السيد فاضل الحلو والأستاذ سلمان راشد من قسم العلاقات والمصور امين الربيعي .

 

 

 

 

 

 

 

 

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here