حينما يفضح الرصاص عجز العدو ويؤكد حتمية انتصار إيران

0
50


فاضل الحلو

في مشهدٍ يعيدنا إلى عصور الظلام التي كانت الكلمة فيها تُقابل بالرصاص، أقدم الكيان الصهيوني على تنفيذ عدوانٍ غاشم استهدف مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون في قلب العاصمة الإيرانية طهران، في تطورٍ خطير وغير مسبوق يكشف عن طبيعة المعركة الحقيقية بين الكيان اللقيط والجمهورية الإسلامية: معركة وعي، ومعركة إرادة، ومعركة مصير.

لقد تجاوز هذا الكيان اليوم حدود الردع التقليدي، ووجهت نيرانها نحو منبر إعلامي مدني، ما يفضح هشاشتها البنيوية وخوفها المتزايد من الرسالة الإيرانية القوية والصوت المقاوم الحرّ الذي بات يدوّي في أرجاء المنطقة.

 العدوان يكشف حجم الارتباك الصهيوني

ليست هذه الضربة استهدافًا عسكريًا تقليديًا، بل رسالة ارتباك واضح، تعبّر عن عمق التخبط في العقل الأمني الإسرائيلي، الذي لم يعد يميز بين منصة إعلامية وموقع عسكري.

إسرائيل لم تعد تواجه إيران النووية أو العسكرية فقط، بل تواجه إيران الرسالة، إيران العقيدة، إيران الرأي الحرّ.

وهذا بحد ذاته، إعلان غير مباشر بأن الكيان الصهيوني عاجز عن إسكات الصوت الإيراني إلا بالقوة الغاشمة، وهو ما يُعتبر فشلًا في جميع أدوات الحرب الناعمة والسيبرانية والدبلوماسية التي كانت تحاول عبرها كبح التأثير الإيراني المتصاعد

إيران ومناعة الداخل

على الرغم من حجم العدوان، فإن إيران لم تُظهر اضطرابًا أو تراجعًا، بل تعاملت معه بهدوء واحتراف، ما يعكس قوة منظومتها الأمنية والإعلامية والسياسية.

هذا العدوان لم يكسر شيئًا، بل عزّز القناعة الشعبية الإيرانية بأن الجمهورية الإسلامية تدفع ثمن مواقفها السيادية، ومناصرتها لقضايا الأمة، وفي مقدمتها فلسطين.

ولعلّ الأهم، أن الشعب الإيراني، بمكوناته كافة، رأى في هذا العدوان شهادة جديدة على صوابية المسار، وعلى أن العدو فقد توازنه حين استهدف الصوت قبل الصاروخ.

 في ميزان الرد والردع

إيران أثبتت مرارًا أن ردها لا يكون انفعاليًا، بل مدروسًا وموجعًا واستراتيجيًا، وهي تحتفظ بحقها الكامل في الرد بالطريقة والمكان والزمان الذي تراه مناسبًا.

الرد الإيراني – إن لم يكن قد بدأ فعلًا عبر الساحات الأخرى – سيكون امتدادًا لمنهجية الردع المتوازن، وقد نشهد تحركات غير تقليدية قد تفاجئ العدو في عمق كيانه أو عبر أدوات المقاومة.

 الإعلام المقاوم… أخطر من القنابل

لم يكن استهداف المبنى الإعلامي مصادفة، بل إدراكًا بأن الكاميرا الحرة أخطر من الطائرة المسيّرة، والكلمة الواعية أقوى من القصف الصاروخي،وإسرائيل تدرك تمامًا أن إيران باتت تمتلك منظومة إعلامية دولية تنقل صوتها للعالم، وتفضح جرائم الاحتلال، وتكسر رواية المستعمِر.

إن ضرب مبنى الإعلام الرسمي هو محاولة فاشلة لاغتيال الحقيقة، لكنها لن تسكت الصوت الإيراني، بل ستضاعف تأثيره.

الخاتمة: هذا العدوان… شهادة جديدة على الانتصار

العدوان على مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني لن يُسجل كإنجاز عسكري للكيان، بل كوصمة عار في جبينه وإعلان ضمني عن فشله في إخماد صوت المقاومة.

وإيران، التي لم تكسرها الحروب ولا العقوبات ولا المؤامرات، لن يهزّها صاروخٌ موجهٌ إلى منبر إعلامي،بل على العكس، فإن هذا العدوان لا يثبت إلا شيئًا واحدًا: أن العدو بدأ يُدرك أن انتصار إيران ليس احتمالًا… بل حقيقة حتمية تتقدم بثبات.

وسينتصر من يمتلك الإيمان والعقيدة والكلمة الحرة.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here