العراق يتقدم في مؤشر الاتصالات العالمي (IDI) لعام 2025

فاضل الحلو

قراءة تحليلية في خلفيات الإنجاز ودلالاته

شهد قطاع الاتصالات في العراق نقلة نوعية في الآونة الأخيرة، تُوّجت بتقدم لافت في مؤشر تنمية الاتصالات العالمي (ICT Development Index – IDI) لعام 2025، الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات، ويُعد هذا المؤشر من أبرز المؤشرات التي تقيس مستوى تطور البنية التحتية الرقمية، وانتشار استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مختلف بلدان العالم.

ويُحسب هذا الإنجاز بشكل كبير إلى جهود وزيرة الاتصالات، الدكتورة هيام الياسري، التي تبنّت منذ توليها المنصب رؤية إصلاحية واضحة، ركّزت على توسيع البنى التحتية الرقمية، وتحسين جودة الخدمات، وتطوير التشريعات الداعمة للتحول الرقمي.

ماذا يعني التقدم في مؤشر IDI؟

يتكوّن مؤشر IDI من عدة أبعاد رئيسية تشمل:

• النفاذ إلى البنية التحتية الرقمية (كالإنترنت والنطاق العريض وخدمات الهاتف الثابت والمتنقل)

• الاستخدام الفعلي لخدمات الإنترنت في التعليم، الاقتصاد، والحياة اليومية

• المهارات الرقمية لدى الأفراد ومؤسسات الدولة

وبالتالي، فإن صعود العراق في هذا المؤشر يعكس تحسنًا عامًا في الأداء التقني والتكنولوجي للبلد، ويعزز من صورة العراق كبيئة جاذبة للاستثمار في مجالات التكنولوجيا والتحول الرقمي.

السياسات التي أحدثت الفرق

خلال الفترة الماضية، قادت الوزيرة الياسري سلسلة مبادرات ومشاريع استراتيجية كان لها تأثير مباشر على هذا التقدم، أبرزها:

• إطلاق مشاريع الألياف الضوئية في مختلف المحافظات لتوفير إنترنت عالي السرعة

• تحديث البنية التحتية الرقمية بما يواكب المعايير العالمية

• تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص والشركات العالمية لتطوير قطاع الاتصالات

• التركيز على الشمول الرقمي من خلال إيصال الخدمات إلى المناطق المحرومة والنائية

• دعم التحول الرقمي الحكومي عبر أتمتة الخدمات وزيادة الاعتماد على التقنيات الحديثة

الدلالات المستقبلية لهذا التقدم

يمثل هذا التقدم مؤشرًا مشجعًا على أن العراق يسير في الطريق الصحيح نحو التحول الرقمي، مما سينعكس إيجابًا على:

• جودة التعليم الإلكتروني والتعلم عن بُعد

• الخدمات المصرفية والمالية الرقمية

• تسهيل المعاملات الحكومية الإلكترونية

• جذب الاستثمارات الأجنبية في قطاع التكنولوجيا

التحديات التي يجب مواصلة العمل عليها

رغم التقدم المحقق، لا تزال هناك تحديات قائمة تتطلب استدامة الجهود، مثل:

• التفاوت في مستوى الخدمة بين المدن والمناطق الريفية

• الحاجة إلى تطوير الكوادر البشرية الرقمية

• مكافحة سوء استخدام الفضاء الرقمي

ختاماً

يعدّ صعود العراق في مؤشر الاتصالات العالمي إنجازًا مهمًا يُحسب لوزارة الاتصالات بقيادة السيدة هيام الياسري، ويعكس تحوّلًا حقيقيًا في الأداء المؤسسي والتنموي لهذا القطاع الحيوي. وهو أيضًا رسالة أمل بأن العراق قادر، رغم التحديات، على النهوض الرقمي والانخراط الفاعل في الاقتصاد العالمي الجديد.