أيها الذبيح العظيم… علّمني

0
62


فاضل الحلو

تأملات في يوم استشهاد الإمام الحسين عليه السلام وصحبه الأبرار

أيها الذَبيح العظيم، يا من علّمت العالم أن الدم قد يكتب ما عجزت عنه الكتب، علّمني كيف وقفتَ في عتمة الطفّ، بلا جيشٍ ولا ماء، تحاور الموت بكبرياء الأنبياء، وتُبشّر الحياة وهي تفرّ منك عطشًا.

لم تكن تحمل سيفًا لفتح البلاد، بل رسالة لإحياء الضمير ،خرجت لتقول: لا تسكتوا عن الحق، ولو كنتم وحدكم، ولو تخلى عنكم القريب، ولو اصطفّت الجيوش على بوابات الصمت.

كربلاء: معركة الضمير لا السيوف

في عاشوراء، لم تكن المعركة بين عدد وعدد، بل بين قضية ومصلحة، بين صدقٍ وزيف.

كان مع الحسين أطفال ونساء وشيوخ…لكنهم حملوا من اليقين ما لم تحمله جيوش بني أمية كلها.

كانت خيامهم تحترق، لكن قلوبهم كانت من نور ،وكان الحسين يعلم أن جسده لن يبقى، لكن صوته سيبقى إلى الأبد.

ماذا تعلّمنا منك؟

أيها الحسين، علّمتنا أن لا نخون أنفسنا، حتى لو خذلنا الناس.أن نكون أوفياء لمبادئنا، لا للواقع المتغير. أن الكرامة لا تُؤجَّل، والحقيقة لا تُهادن، والباطل وإن طال، زائل.

علّمتنا أن الدم الصادق أقوى من كل الخطابات.وأن السكوت عن الظلم… مشاركة فيه.

 رسالة الحسين لا تزال حيّة

كل عاشوراء، يعود السؤال:هل نحن مع الحسين؟ لا في البكاء فقط، بل في السلوك والموقف والاختيار؟ هل نرفض الذلّ في العمل، في الشارع، في الوطن؟ هل نحمل الحسين معنا حين نواجه باطل اليوم كما واجه باطل الأمس؟

أيها الذبيح العظيم… علّمني كيف وضعت دمك على عتبة المجد، وخرجت من الدنيا حيًّا في ضمير الأحرار.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here