أين مَنْ يوفر الدواء للمريض دونما ثمن

0
1633

سالم هادي …..
ما أجمل أن يكون الانسان معافى ، مصراً على أن يحقق المستحيل من خلال مايشعر به من نعمة العافية، وهذا شعور يمتلك الانسان مدة من حياته ـ تطول أو تقصر ـ ثم لابد أن يصل به المسير الى حالة صعبة يعاني خلالها من الضعف الذي يولّد الشعور بعدم القدرة على أداء الشيء كما يجب ، حتى ينتهي به الزمن شيئا فشيئا الى مرض مزمن أو صعب ، وما أكثر تلك الحالات بل هي دورة الحياة وبرنامج العمر المكتوب في لوح المقادير في كل العالم ومنها العراق .
بيد ان هذا لايبعث على الشجن والشعور بالخوف والحزن مادامت هناك يد راعية اسمها الدولة ، تحتضن الجميع بحنان ويشعر في كنفها الناس بالاطمئنان تقديراً منها ومجازاة لما قدموه ويقدمونه في رحلة عمرهم الطويلة ، معلنة مسؤوليتها الكاملة عن توفير كل مايحتاجه الناس من علاجات تحدياً منها للأمراض بكل اشكالها ومعالجة المستعصية منها حتى لو كلف الأمر إيفاد المريض الى دول اخرى اكثر كفاءة وتقدما وصولاً منهم الى حافة الامان والشفاء وهو امر معهود وليس بالغريب في كل دول العالم بل هو التزام تعلن الدول مسؤوليتها عنه وتتعهد بتنفيذه ،وكان من المفروض أن يكون العراق سباقاً لإعلان هذه المسؤولية ، بل وتأكيدها عبر وسائل الإعلام ؛ لأن كل من في العراق يعاني الازمة الصحية بسبب مامر وما يمر به من ظروف صعبة ومستمرة دون انقطاع على امتداد عمره وتاريخه … كان لها التأثير الواضح في واقعه ووضعه الصحي والنفسي … بيد ان الذي حدث كان العكس تمامآ حيث فرضت الضرائب على أداء المؤسسات الصحية وأصبحت كل حركة يؤديها الطبيب وكل زيارة يقوم بها لمريضه محسوبة بدقة حساباً مادياً ، مما اضطر الكثير من المرضى الى هجره العلاج وتفويض الأمر الى الباري ـ عزوجل ـ بسبب مايعانون من ازمة الظروف المادية ،فهل من يد حنون راعية لهؤلاء الناس الذين يعانون ،وهل هناك من اسلوب يبعث على الارتياح في التعامل …؟ لوكان الأمر كذلك ما خصصت الصحف اليومية صفحة من صفحاتها تشكر خلالها الطبيب الفلاني او الممرضة الفلانية أو مسؤول الأشعة الفلاني وتذكر اسماءهم كاملة ،وتشكر لهم تعاملهم الطيب الذي اصبح شيئاً عجيباً يستحق النشر لغرابته ،وعدم مألوفيته فأين نحن اليوم من العالم وأين سينتهي بنا المسير ؟؟؟ !!! .
لسنا بحاجة إلا لأناس منصهرين في بوتقة العمل والضمير الحي ، وذائبين في روح العمل والانجاز ومتسابقين ومتنافسين لعطاء أفضل. . . هذا ما نرجوه ونتأمله وكل ماخلاف ذلك هباء ،فهل انتم مستعدون.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here