حكمت البخاتي …..
مصدر اشتقاق الوعي من الوعاء على قياس اللفظ وأما على قياس المعنى فأن الوعاء حين يستوعب ما بداخله يكون قد أحاط به إحاطة تامة فهو قد استوعبه ، جاء في لسان العرب : قال الأزهري يقال أوعى جدعه واستوعاه اذا استوعبه وقال أوعى الشيء في الوعاء يوعيه وقال الجوهري أوعيت الزاد اذا جعلته في الوعاء وبذلك تم اشتقاق الوعي ، جاء في لسان العرب : الوعي هو حفظ القلب الشيء وأوعاه حفظه وفهمه وقبله .
وحين يستوعب الوعاء ما بداخله فانه قد أحاط به إحاطة تامة ولا يخفى أن معنى الإحاطة في اللغة تدور بمعنى العلم التام جاء في قوله تعالى ” ألا أنه بكل شيء محيط ” فصلت 4 وجاء في قوله تعالى أيضا ” ان ربي بما تعملون محيط ” هود 92 ولتمييز الإحاطة بمعنى العلم بشكل أدق قال تعالى ” يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما ” طه 11 .
وجاء في معاجم اللغة ، المحيط : اسم من أسماء الله الحسنى ومعناه : الذي أحاطت قدرته وسعة علمه بجميع خلقه .
وهكذا تتضح العلاقة اللغوية في المعنى بين الإحاطة والعلم والمعرفة والاستيعاب مع ملاحظة العلاقة اللغوية في اللفظ بين الاستيعاب والوعاء والوعي .