حاتم حسن …
من منا لا يعرف العداء التقليدي بين امريكا وايران ومنذ قيام الجمهورية الاسلامية الايرانية عام (١٩٧٩) والسبب الاساسي والمحوري لذلك هو عدم رضوخ ايران لهوى السياسة الامريكية فحسب . فامريكا لديها هدفين مقدسين يقعان ضمن ستراتيجية الامن القومي الامريكي هما المصالح الاقتصادية اولا ، وأمن الكيان الصهيوني ثانيا ، ولاجل ذلك فانها تعمل المستحيل ، لذا نجدها اليوم تجيش جيوشها وتستنفر قواتها المتعددة وهذه المرة في الخليج العربي بالذات بسبب افتعال ازمة بينها وبين ايران قد وصلت بها الامور اليوم الى الذروة باتجاه اعلان الحرب ..
والسؤال المهم الذي يأتي هنا عن مدى احتمال وقوع الحرب من عدمها ؟؟؟
كل القرائن والاستنتاجات تشير الى عدم وقوعها اطلاقا وللاسباب التالية :
منها ان اميركا تعرف جيدا اصرار القيادة الايرانية في الدفاع العقائدي المستميت تجاه الحفاظ على بيضة الثورة الاسلامية الايرانية ومكاسبها فالعناد الايراني معروف ومن ثم التفاف الشعب حولها وبهذه المسألة بالذات فالشعب الايراني معهود بشرف المواطنة والذود عن الوطن وحمايته مهما كان نظامه السياسي ..
كما تعلم امريكا جيدا اذا ما هم بدؤوا الحرب سوف لا تنتهي الا بارادة الايرانيين انفسهم كما حدث من قبل في حرب صدام ضدهم وهذا من شأنه ان يدعوا ربما الى اطالتها وبالتالي سوف تستنزف طاقة هائلة من المكاسب الامريكية لا تعادل رشوة آل سعود لهم …
من الواضح المعلوم ايضا من ان ايران قد اصبحت تمتلك قوة صاروخية جبارة تستطيع بها ضرب اهداف تبعد( ٢٠٠٠)كم عنها ستطال اغلب المصالح والقواعد الامريكية في الشرق الاوسط اولها في دول الخليج ، ناهيك عن قدراتها البحرية والجوية والبرية و تشكيلات الحرس الثوري …
ايضا ستحاول ايران اغلاق مضيق هرمز امام الملاحة البحرية فيمنع دول الخليج من تصدير نفطها مما يساهم في ارباك سوق النفط العالمية وحدوث فوضى مالية تهدد الاقتصاد الامريكي بالخصوص..
ربما يتطور الامر بان تقدم ايران على ضرب الكيان الصهيوني وبعض الدول العميلة لامريكا في المنطقة وبالقوة الصاروخية والتي تعرفها امريكا واسرائيل جيدا رغم نصب منظومات الباتريوت المضادة لها ….
ايضا سوف لن تقف جبهة المقاومة الاسلامية المؤيدة لايران في العراق وغيره ، ربما يحاولون ضرب القواعد الامريكية والممثليات الدبلوماسية المنتشرة في المنطقة فيربكون المشهد ضد امريكا …
كذلك عدم وجود الارضية الدولية بالموافقة على مشروع الحرب الصهيوأمريكية ضد ايران خصوصا روسيا والصين ومعظم دول اوروبا لعدم قناعتهم بالاسباب الموجبة لذلك ….
ايضا خوف الدول الغربية من خروج ايران من الاتفاق النووي الايراني لتصبح بعدها دولة نووية تمتلك السلاح النووي يصعب مسكها لاحقا….
اخيرا وجود خلاف داخل البيت الامريكي بين الحزب الجمهوري الذي ينتمي اليه ترامب والحزب الديمقراطي المعارض له في شن الحرب ولو لحساب الانتخابات الامريكية المقبلة…
على ما يبدو فان ترامب قد عقل نتائج تهوره وغطرسته هذه ، لذا حاول الاتصال بالقيادة الايرانية من خلال القنوات الاعلامية مرة ومن خلال محاولة ايصال رقم هاتفه اليهم عن طريق الممثلية السويسرية في ايران مرة اخرى ، ولكن بسبب حنكة ودهاء الساسة الايرانيين فقد عرفوا اللعبة بانها عبارة ضغط امريكي لجعل ايران ترضخ للمطالب الامريكية اولا ، ولارضاء البقرة الحلوب المملكة السعوية التي دفعت رشاوي تطال (٤٥٠) مليار دولار لامريكا كي تضرب الجمهورية الاسلامية ، لذلك صرح السيد الخامنئي اخير فقال (لاحرب تقع ولا مفاوضات مع الامريكان )
على ما يبدو واضحا ان وضع الرئيس ترامب اليوم لا يحسد عليه ، فاما حرب لها اول وليس لها تالي ، او خسارة نفقات هائلة نقلت تلك القوات والمعدات الى الخليج ، وكلا الامرين يعد ضربة للاقتصاد الاعلى في العالم ، والتنين الاصفر ينتظر ذلك بحماس ….
Post Views: 2٬224