علي إبراهيم جدوع
يمكننا أن نقيس نجاح أي وزارة أو مؤسسة بما وصلت إليهم من تقديم الخدمة للمواطن من إسهامها في بناء الدولة، وفي الأثر ورد أن الوزارة مثل الإمارة إن كنت أهلا لها أعنت عليها، وإن كنت غير ذلك، وكلت إليها وليس لك منها إلا اسمها.
إن إدارة الوزارة أو المؤسسة، خصوصاً في هذا الزمن هي أمانة ثقيلة وكبيرة على من تسنمها، وقد تبين للقاصي والداني إن صفات التدين والإخلاص والنزاهة والحزم ركائز أساسية ومهمة حال توفرها في شخصية معينة فمؤشرات حساب النجاح من عدمه تكون واضحة ودقيقة مع حساب توفر الميزانية المالية المناسبة والظروف الموضوعية المحيطة.
ونشير هنا إلى أن بداية تسنم الدكتور حسين السلطاني المنصب عام 2015، مروراً بأعوام 2016 و2017 و2018 و2019 كانت الميزانية المالية قليلة وغير كافية بأي حال من الأحوال لمنح استحقاقات للمشمولين.. ولم تنصف المؤسسة إلا في هذه الموازنة (وهو إنصاف غير مكتمل بعض الشيء)، ومع هذا الأمر المعقد خلال السنين السابقة حققت المؤسسة طفرات كبيرة في مجال الإدارة الإلكترونية والأرشفة وتوزيع المسؤوليات والإشراف المباشر والدقيق على الأعمال ورعاية المشمولين بقانونها؛ مما سهل كثيرا في مراجعاتهم واستلام مستحقاتهم.
ولا شك في أن هذا النجاح الكبير، والذي شخصه المنصفين جميعهم مثل قيمة مضافة وبصمة واضحة أدت إلى منحه صفة الأصالة بدلاً عن الوكالة في إدارة المنصب، والتي أقرها مجلس الوزراء يوم أمس.
الحرص الشديد والمتابعة المستمرة أبعد الدكتور السلطاني ومسؤولي المؤسسة عن الوقوع في فخ تسيير معاملات مشبوهة أو غير مكتملة قد ترضي البعض وتغضب آخرين. وهذه واحدة من الصفات المميزة التي نطمح أن تكون عند المسؤولين جميعهم.
والوزير الناجح هو من يمسك العصا من المنتصف، ويتعامل مع الجميع بمسؤولية وحسن تصرف.
وكحال أي وزارة أو مؤسسة فلا يمكن للوزير أو لرئيس المؤسسة أن يواجه ويحل المشكلات والعوائق والانطلاق في صعود سلم النجاح بمفرده.
فالحقيقة تقول إن الحركة الدؤوبة والعمل الكبير والمتميز لنائب رئيس المؤسسة السيد علي حمود النوري ومدير عام الدائرة الإدارية زيدان خلف والأستاذ جبار موات كسار مدير عام شؤون المديريات والأستاذ مازن ناجي مدير عام الدائرة الاقتصادية.
ولكي لا نبخس الناس أشياءها فلا بد هنا أن نشير إلى أن مديري الفروع، ومن غادر المؤسسة متقاعدا وكذلك موظفي المؤسسة حيث كان لهم الدور الفاعل في إنجاز الأعمال الموكلة اليهم؛ مما ساهم في هذا الإنجاز الكبير.
فالإخلاص وتحمل المسؤولية والدقة في إنجاز الأعمال هو الثمرة الكبيرة التي ترجى، أياً كان نوع هذا العمل (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين).