يوم الحسين*لا يوم كيومك أبا عبد الله*

0
1482

حكمت البخاتي …
لا يوم كيومك أبا عبد الله ، يوم اجتاحت سهام القوم / الظالمين أرجاء حياة آل الرسول وتمزقت بها أحشاء الزهراء قبل خيام الرهط من صفو معين النبوة وثمالة الباقين من صفوة الانبياء.

يوم صكت به مسامع الملأ الأعلى صيحات القوم / الظالمين أحرقوا بيوت الحاملين للقرآن والذكر العظيم ، فأحرقت سبحات القلوب فهي بيوت الذكر العظيم ، وقد أذن الله أن ترفع تلك البيوت ويذكر فيها أسمه ،
يوم تجلت فيه آيات الفداء بالذبح العظيم وتحققت نبؤة النبي الخليل ابراهيم الذي أرسى قواعد تلك البيوت في ظل قواعد البيت العتيق حين قال ” رب إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم “

يوم تسمرت الأفلاك فيه بمنازلها ومنذئذ لم تفارق الشمس ذهولها ، وفي مكابدته ألقت الأرض ما فيها من دمع ومهاد عنه تخلت بعد ان ضاقت على الحسين رحابها ، فالدم العبيط تحت كل بناء بين الأرض والسماء والحمرة شهقة الشمس في المشرقين اصطبغت بالدماء .
يوم أناخ فيه الحزن بكلكله على سعة الكرسي واستباح آفاق الملأ الأعلى وحملته جرحا ساكبا بالدمع أجنحة الملائكة وحل ألما نازفا بالحسرة في مشاعر الأنبياء.
يوم سقى آل محمد نغب التهمام أنفاسا ، أدمى قلب النبي محمد وأرهق سويداء علي وأوقد حزنا َحشا فاطمة ، وبات يوم الأئمة في الحزن والوجد وجدير به أن يكون يوم الحزن والوجد.
يوم وقف الزمان / عاشوراء به حائرا وتبعثر المكان / الطف به شاءها فلا الزمان يحتمل قضاءه ولا المكان يقوى على قدره .
كيف يحتمل / عاشوراء ؟ ذلك اليوم
وفيه النحر ما صنعت مثله إلا بغايا بني إسرائيل بيحيى بمقتله …. وفيه الظمأ يمس أكبادا مالها وحاشا لها في الخلق من شبه …
كيف يقوى / الطف؟ على ذلك اليوم
وفيه الرمح منغرز والسيف منشغل بصدور خير البرايا يفري بها اللحم ويكسر ما دق بها من العظم ،
أيعلم الرمح بمن ينغرز …
أم …
يعلم السيف بمن هو منشغل
أم القضاء والقدر
أم قولة قالها سيد الشهداء … أذنت لها بالسفك والعطب
فاستجابت تلك الطاعنات الباترات
وأطاعت سيد الورى بلا خلل
( تقول الأسطورة ان الامام الحسين الشهيد في ذلك اليوم / عاشوراء لما رأى السيوف والرماح لا تصل اليه قال قولته الشهيرة ” ان كان دين جدي لا يستقيم الا بقتلي فيا سيوف خذيني ويا رماح مزقيني ” وحينها أذن بقتل الامام الشهيد عليه السلام ).

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here