
سالم هادي …
ما أجمل العافية , هي انعكاس لمعاني الصحو وشعور بالقدرة على فعل الشيء وتحقيقه , فما أجمل أذن ان يكون الإنسان معافى مصرا على ان يحقق المستحيل من خلال ما يشعر به من نعمة العافية وهي شرط الانطلاق الأول صوب الهمة والبناء والأنجاز وعلى قدر هذا العافية يكون معدل ذلك الأنطلاق وهو في الواقع شعور يمتلك الانسان فترة من فترات حياته ثم لا بد ان ينتهي به المطاف الى مرض مزمن او صعب وما أكثر هذه الحالات , بل هي في الواقع دورة الحياة وبرنامج العمر المكتوب في لوح المقادير وما أكثر ما يعانيه العراقيون من امراض مزمنه صارت من بديهيات الأمور وصار التعامل معها تعامل يومي معتاد كارتفاع ضغط الدم وأرتفاع معدلات السكر وهو شعور الأغلبية والنسبة الاكبر , زائدا ما يعانيه العراقيون بالأساس من ازمات نفسية حادة بسبب الأوضاع الحاضرة والتي تنعكس سلبا على صحة الجميع .
بيد ان هذا لا يبعث على الشجن والشعور بالغم والحزن ما دامت هناك يد راعية اسمها الدولة تحضن الجميع بيد الحنان ويشعر فيها الناس بالأمن و الاطمئنان , تقديرا منها ومجازاة لما قدموه ويقدموه في رحلة عمرهم الطويلة , معلنة مسؤوليتها الكاملة عن توفير كل ما يحتاجه الناس من علاجات تحديا منها للأمراض بكل اشكالها ومعالجة المستعصية منها حتى لو كلف الامر ايفاده الى دول اخرى اكثر كفاءه وصولا منهم الى بر الشفاء وهو امر معهود وليس بالغريب في كل دول العالم بل هو واجب تعلن الدول مسؤوليتها عنه وتتعهد بتنفيذه .
اما مستشفيات العراق فقد تحولت الى ميادين للعرض والطلب ومواعيد الاطباء لأجراء العمليات صار يحددها السعر الأنسب وعلى قدر هذا السعر تكون سرعة الأنجاز دون ان تحددها اهمية العملية وتداعياتها في حال التأخير والضرورة في سرعة الأنجاز , فاصبح موعد العملية في المستشفيات الحكومية يلزمك الانتظار لمدة شهر او شهرين او ربما اكثر في حين يعرض عليك الطبيب ذاته اجراء العملية غدا في المستشفيات الاهلية , حينئذ يكون المريض ملزما لأجراءها ولو على حساب وضعه المادي والذي لا يسمح للكثرين اجراءها وفي اغلب الأحيان ، وحتى اسعار الأدوية رغم ارتفاعها صارت هي الاخرى متباينه ومختلفة من صيدلية الى أخرى وما عليك في حال الشراء الا ان تدور عددا منها لتقف على السعر الأنسب واللطيف في الامر ان الصيدلي كالطبيب في تحديد السعر لا تستطيع مجادلته في هذا الموضوع لانه ليس من أختصاصك بل تحددها مفاهيم الضمير والصدق والايمان اذا توافرت .
وهنا سؤال يطرح نفسه , رغم علمى المسبق انه لا حل له ما دام يحمل في طياته دعوة لمراجعة الذات والاعتراف بتقصيرها ومحاسبتها والتعهد بتغيير نهجها صوب ما يخدم الناس وما يدعو للحب والوئام وهذا السؤال هو متى يشعر الفرد بانسانية الأخرين من خلال الشعور بانسانيته ومتى يشعر بحاجة الأخرين من خلال الشعور بحاجته وهذا ما تحدده مسؤولية الدولة والتزامها الكامل والجاد بما يؤول الى نتائج ايجابية تخدم مصلحة الفرد والمجتمع بالشكل الذي يخلق حاله من الاطمئنان والأستقرار النفسي لدى المريض من خلال جدية المتابعة والمعالجة لجميع ما يعانيه الناس المرضى ، وهنا نكون قد وضعنا اقدامنا على الخطوة للمتابعة الجادة , على أمل تتابع الخطوات وصولا الى خطوة النهاية
Post Views: 2٬347