د.حسين القاصد …
اندلعتِ الاحتجاجات في العراق في الأول من تشرين الأول الماضي، وهو موعد بدء العام الدراسي في العراق، كما هو متعارف منذ عشرات السنين.
لكن بعد احتدام الاحتاجات واتّساعها لتشمل جميع المحافظات في الوسط والجنوب، ظهرت جماعة منع الدوام، ودخلت نقابة المعلمين على الخط لتعلن الاضراب عن الدوام وتعطيل بدء العام الدراسي الجديد.
الآن، وبعد خطابات المرجعية الرشيدة ودعوات الحريصين على مستقبل طلبة العراق، بدأت الجامعات والمدارس تفتح أبوابها، وكفّ بعض التدريسين عن تحريض الطلبة على عدم الدوام، وصرنا نرى الطلبة يتجهون إلى جامعاتهم ومدارسهم.
لم يضربْ جميع طلبة العراق عن الدراسة هذا العام، فهناك مدنٌ لم ينقطع أو يتغيب فيها طالب واحد، وهذا يجعل مشهد العام الدراسي أعرج تماما، فنصفه، أو أكثر من نصفه، مشلول بسبب تعطيل الدراسة تماما، وهذا الأمر يتطلب اجراءات ومعالجات مدروسة لكي يقف العام الدراسي على ساقين سليمتين.
في العام الماضي اتّخذت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي قرارا مثمرا حين جعلت بعض الكليات تعطل في يوم آخر غير السبت، وتلتزم بالسبت دواما رسميا، وهو الإجراء الذي خفف من اختناقات الطرق، لا سيّما في مجمع الكليات، في باب المعظم، أو في جسر الجادرية الذي كان يحتاج المواطن لأكثر من ساعتين ليجتازه.
أمّا في هذا العام الدراسي الحرج فمن الضروري الالتزام في الدوام يوم السبت وإلغاء بعض العطل لكي يتساوى جميع طلبة العراق في نهاية العام.
ومن الضروري أيضا مضاعفة الجدول اليومي بإضافة ساعة أو ساعتين، لكي نتمكن من اتمام المقررات الدراسية في موعد واحد في جميع محافظات العراق، ولا سيّما الدراسات المسائية، لأن الوضع الأمني يسمح بعودتها مسائية وليست تبدأ ظهرا وتنتهي قبل العصر.
قد يقول قائل: ليس جميع مفاصل التعليم بحاجة للدوام في العطل، لا سيّما التي لم تنقطع، وما زالت أمورها تسير على أفضل حال، فنقول: إنّ التعويض يشمل المفاصل التعليمية في المدن التي انعدم فيها الدوام تماما. هو مقترح نضعه أمام المعنيين لعله يسهم في إنجاح مهمة التربية والتعليم لإتمام هذا العام الدراسي.
شكرا لعودة طلبتنا للدراسة، وكل التمنيات بالتفوق والازدهار العلمي.
Post Views: 1٬658