د.محمد فلحي …
شهدت الشهور الماضية التحوّل الكامل إلى التعليم الإلكتروني، وأصبح هذا النوع من التعليم مندمجاً مع التعليم التقليدي، وهو ما وصف بـ(التعليم المدمج) في ظل استمرار وباء «كورونا» وتداعياته الخطيرة!
العراق من بين دول العالم التي تفاعلت مع أزمة الوباء، واضطرت إلى تطوير خططها الدراسية وتعديل أساليبها، وذلك لاقتحام ميدان التعليم الإلكتروني متأخراً، وقد كانت تجربة العام الدراسي الماضي ناجحة، وفق التقويم الرسمي، لكنها في الواقع أفرزت نتائج غير حقيقية، من أهمها ارتفاع غير مسبوق في نسب النجاح وزيادة المعدلات في كل المراحل الدراسية، وذلك ما يفترض أن يدعو للتدقيق في شبهات الغش وتغيير نظام الامتحانات لمواكبة تطبيقات التعليم الإلكتروني!
في التعليم المدمج، لا تقتصر المشكلة حول تحديد المواد الدراسية التطبيقية والنظرية، لكي تكون الأولى صفّية، والثانية الكترونية، ومن ثم عملية تنظيم الدوام لحشود من الطلبة في مبان دراسية مكتظة، فهناك جوانب أخرى قد تتحول إلى أزمات فور انطلاق العام الدراسي، في مقدمتها تردي خدمة الانترنت نتيجة عدم تعاون شركات الهاتف النقال، وقيامها بفرض رسوم مالية مرتفعة جديدة لتعزيز السرعة!
مركز الإعلام الرقمي كشف في تقرير علمي عن معوقات تجربة العام الماضي، ودعا إلى تجاوز عثراتها، مشيراً إلى أن»الكثير من إدارات المؤسسات التعليمية بمختلف مستوياتها لم تُظهر جدية في فرض ومتابعة تطبيق معايير الحد الأدنى من الاستخدام الصحيح للمنصات التعليمية، وسمحت للأساتذة والطلبة باستخدام تطبيقات التراسل الفوري، والتي هي منصات اتصالية غير مناسبة للعملية التعليمية مثل Viber و Telegram و Whatsapp لايصال المادة التعليمية، وفي أوقات غير منتظمة، بعيداً عن المنصات المتخصصة التي توفر بيئة تعليمية تفاعلية وتراعي الفروق الفردية بين الطلبة”.
يمكن الاستفادة من التجربة السابقة بتقديم المقترحات التالية:
1- جدولة الدروس الإلكترونية وتقديمها في أوقات محددة ومعلنة مسبقاً، ومتابعة غيابات الطلبة وحضورهم وتفاعلهم الإلكتروني(online) ثم تخزين المحاضرات في المنصة الإلكترونية السحابية للرجوع إليها من قبل الطلبة في أوقات أخرى.
2- تهيئة المناهج الدراسية من قبل التدريسيين عبر استخدام الوسائط المتعددة التفاعلية،سواء من خلال الملفات الإلكترونية(pdf) أو (power point) أو المحاضرات الفيديوية والصوتية، ومراعاة الدقة والاختصار والتشويق في إعدادها وتقديمها.
3- اعتماد نظام تقويم الأداء الدراسي المتراكم، لكل طالب، إلى جانب الامتحانات، وذلك من خلال منح درجات للنشاط والتفاعل والتقارير والبحوث والمشاريع والتمارين والقدرة على الإبداع.
4- تقليل الامتحانات التقليدية الورقية قدر الإمكان، ومنح الثقة للتدريسيين في اجراء التقويم والتصحيح الالكتروني ووضع الدرجات المناسبة، وتوثيق نشاطات الطلبة من خلال المنصة الالكترونية ومراجعتها عند التدقيق أو الاعتراض.
Post Views: 1٬965