في ذكرى شهادته: المرجع الصدر الذي علم الناس الجرأة على الطاغوت

0
862


كاظم محمد الكعبي

آمن السيد الشهيد محمد الصدر “رضوان الله عليه” باننا في عصر القوة، ولا مكان للضعيف في هذا الزمن. فكان يستعيذ بالله من الضعف ويتكيء على قدرة الله وعظمته في الصبر ومواجهة الطغاة.

نعم قد يكون عاش الاستضعاف بعد رحيل استاذه وابن عمه ومربيه السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قده) لكنه كان يدخر نفسه للمستقبل كما صرح هو بذلك في أحد لقاءاته.

لم يقبل ان يعيش بقية حياته على هذا الحال في “تقية مكثفة” كما كان يسميها، لذا نجده بمجرد ان سمحت له الظروف انطلق كالبرق للبدء بمشروعه الديني الاصلاحي الذي يؤمن به، فهو لا يجيز لنفسه القعود إذا سمحت الظروف له بالحركة.

اقام الجمعة وافتى بوجوبها بعد ان اهملت في عصر الغيبة، فكانت أهم وسائله لقول الحق والصواب ونشر الفضيلة والهدى والتنديد بالطاغوت.

صلى وخطب في مسجد الكوفة المعظم متكئاً على سيف ولابسا كفنا ابيضَ وصادحا بأمور الدين آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر مبلغا رسالة الاسلام بثوب عصري، وبلغة بينة واضحة يفهمها الصغير والكبير والعالم والجاهل، متصديا لمقام المرجعية الدينية التي هي أعلى زعامة دينية عند الشيعة الامامية،” فخطب ودرّس وكتب وألف وكانت لقاءاته وحواراته مع الناس غير منقطعة مستمعا لهمومهم حالا لمشاكلهم.

لمس الناس في عصره القيادة الابوية المهتمة بأمورهم المتعاطفة مع شؤونهم القريبة من حياتهم. ومع زخم نشاطاته وضغط الحكومة الجائرة عليه إلا أنه لم يهتز او يضعف او يميل عن الحق، كان كالجبل الاشم لا تهزه رياح، ولا يمكن لحاكم وضيع كصدام ان يوقف هذا الطوفان المتدفق وهذا الثائر الهاشمي الأبيض.

مُليء محمد الصدر ايمانا من أخمص قدميه إلى هامة رأسه فكان الله سبحانه غايته القصوى ومطلبه الأوحد، ولا يرى سوى الله سبحانه، وكثيرا ما كان يردد ” انا لست مهما.. وانما المهم هو دين الله تعالى ” وكان يوصي بأن تحافظ الجماعة الصالحة على دينها ولا ينبغي التفريط به قليلا او كثيرا”.

عاش الناس معه اياماً هي من ايام الله تعالى فقد قدح فيهم جذوة من حرارة الايمان، ونفخ فيهم من روحه الشجاعة النقية، فكان الشاب منهم يواجه الطغاة وجلاوزة السلطة بلا سلاح.. فقد لقن الشباب الجرأة على الحاكم الظالم وهكذا كانوا، أما البعثيون فقد عاشوا في عهده اذلة صاغرين.

لم يكن ذلك حلما ولا خيالاً بل حقيقة على غرار الاساطير، عشناها ولمسناها لمس اليد.

حتى خطفته يد المنون برصاصات غدر ظالمة في يوم مشؤوم فسقط شهيدا مضرجا بدمائه الطاهرة مع نجليه.

فسلام عليك أيها المقتول الشهيد يوم ولدت ويوم عشت للإسلام ويوم تبعث حيا.

 

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here