لتكن رسالتنا إعلامًا يبني العراق: نحو خطاب وطني يعيد الثقة بالدولة والمجتمع

0
58


فاضل الحلو

في ظل التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها العراق، تبرز الحاجة الملحة إلى إعلام وطني مسؤول، لا يكتفي بنقل الأحداث، بل يشارك فعليًا في بناء الوعي وتعزيز الانتماء وترميم العلاقة بين المواطن ومؤسسات الدولة. فليس كل إعلام يُسمى وطنياً، إلا إذا كان خطابه يرتكز على المصلحة العليا، ويبتعد عن الإثارة والتمزيق.

الإعلام في العراق: بين الواقع والتطلعات

شهد المشهد الإعلامي العراقي بعد عام 2003 انفجارًا في عدد الوسائل والمنصات، لكن هذا التوسع لم يصاحبه في كثير من الأحيان نضج في المحتوى ولا في الخطاب. وتحول الإعلام لدى بعض الجهات إلى أداة صراع سياسي أو اصطفاف طائفي، ما ساهم في تشويه الحقائق وتأجيج الانقسامات.

ومع ذلك، توجد اليوم فرصة حقيقية لإعادة توجيه بوصلة الإعلام العراقي نحو البناء، من خلال:

  • تعزيز المهنية والحياد.

  • التزام الحقيقة دون تزييف.

  • العمل على رفع وعي المواطن لا تعبئته عاطفيًا.

مقومات “الإعلام البنّاء”

  1. الصدق والمسؤولية: أن يلتزم الصحفي أو الإعلامي بما يخدم الصالح العام، لا ما يُملى عليه من مصالح ضيقة.

  2. خطاب جامع لا مفرّق: إعلام لا يغذي الهويات الفرعية، بل يعزّز الهوية العراقية الجامعة.

  3. نقل الواقع بعين ناقدة وبنّاءة: لا يكتفي برصد الفشل، بل يقدم الحلول ويسلّط الضوء على النماذج الناجحة.

  4. تمكين الشباب: فتح المجال أمام طاقات إعلامية شابة تتسلّح بالعلم والانتماء، لا التبعية والخطابات الجوفاء.

الإعلام شريك في التنمية

الإعلام البنّاء لا يقف عند حدود السياسة، بل هو فاعل في ملفات الاقتصاد والتعليم والأمن والسلوك المجتمعي. بإمكانه:

  • دعم الحملات الصحية والتربوية.

  • تعزيز ثقافة احترام القانون.

  • تسليط الضوء على الفساد دون شخصنة، بل بمنهج مؤسسي مهني.

خاتمة: لنُعد الثقة بالكلمة

في هذه المرحلة المفصلية، العراق لا يحتاج إلى إعلام يصفّق، ولا إلى آخر يهدم، بل إلى إعلام وطني مسؤول، يحاسب حينًا ويُصحح حينًا، لكنه لا يخون أبداً.

فلتكن رسالتنا: إعلام يبني العراق، بالكلمة الصادقة، وبالنية الخالصة، وبالولاء للوطن أولًا وأخيرًا.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here