كربلاء… حين صمتت الأمة وتكلم الدم

0
53


فاضل الحلو

ليست كربلاء حدثًا مرّ في التاريخ، بل لحظة فاصلة اختُبرت فيها ضمائر الأمة، وبرز فيها الفرق بين من بايع باللسان ومن ثبت بالدم.

خرج الإمام الحسين عليه السلام، سبط النبي محمد ﷺ، ومعه ثلة من أهل بيته وأصحابه، لا طلبًا لحكم، بل نصرةً للحق، فكانت كربلاء ميزانًا أخلاقيًا انكشف فيه زيف الولاءات، وصمت فيه جمهور الأمة عن أقدس القضايا.

ملحمة كربلاء: الامتحان الذي لم ينجُ منه إلا القليل

لم يكن الحسين في كربلاء مجرد قائد معارض، بل رمزًا لضمير الأمة الحي. كان يعلم أن خروجه سيكلفه حياته، لكنه اختار الموت على أن يرى الباطل يُسوّق كحق، والظلم يُغلف بالشريعة.

  • لقد خُذل الحسين ممن ادّعوا الولاء.

  • تراجع الآلاف، وكتب إليه الآلاف، ثم انقلبوا.

  • لكن الحسين مضى، لأنه لم يكن يبحث عن عدد بل عن موقف.

الدرس الجوهري: لا عذر بعد الحسين

حين ترى الأمة ابن بنت نبيها يُقتل عطشًا، وتبقى على الحياد، فلا عذر بعدها لأي تهاون في نصرة المظلوم أو مواجهة الفساد.

  • لم يكن صمت الأمة يومها حيادًا، بل كان خيانة للحق.

  • وقد أصبحت كربلاء شاهدًا أبديًا على سقوط الصمت وعلو صوت الدم.

كربلاء اليوم: معيار الوعي

كربلاء ليست ذكرى تُروى، بل موقف يُقاس به كل عصر:

  • هل نقف مع المبدأ أم مع المصلحة؟

  • هل ننصر من يضحي من أجل القيم، أم نبرر للظالمين؟

  • هل نحن أمة تكتفي بالبكاء، أم تستلهم من الدم الحيّ روح الثورة على الظلم؟

خاتمة: الحسين حيٌّ ما دام في الأمة أحرار

ملحمة كربلاء لا تزال تنبض في كل من رفض الذل، وقاوم الباطل، وأبقى ضميره حيًا.
لقد قالها الحسين عليه السلام بصوت دمه:

“إن كان دين محمد لا يستقيم إلا بقتلي، فيا سيوف خذيني.”

فهل بعد هذا من عذر؟

كربلاء سقط فيها السيف، لكنه أقام أمّة من المواقف.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here