الدولة السورية … عامل استقرار في المنطقة

0
2580

احمد رسن …
الدولة ” The State” هي البديل الوحيد وهي الحل الوحيد لحالة الفوضى الاجتماعية وفرض النظام وتوفير الامن للمجتمعات ومن اجل ذلك ظهرت الدولة في التاريخ لتؤسس لمرحلة جديدة من مراحل تطور النظام الاجتماعي واضعة بوصلة الانسان في اتجاه الحضارة.
ثم مرت الدولة بمراحل تطورية كثيرة فمن الدولة الحارسة الى دولة الخدمات ومنها الى دولة الرفاهية التي وصلت اليها بعض الدول في الوقت الحاضر.
وعلى الرغم من هذا التطور الكبير في مفاهيم الدولة وواجباتها فقد شهدت منطقتنا ظاهرة نكوصية غريبة تمثلت بانهيار الدولة وسقوطها امام اعاصير ” الربيع العربي ” حيث تمكن هذا ” الربيع ” من اسقاط الدولة في تونس عام ( 2011 ) ومن ثم في مصر وليبيا. ثم عمد لتشويه مفهومها وتخريب اسسها وتقسيم جغرافيتها وتمزيق مجتمعاتها.
وبعد ذلك تمكن غبار هذا ” الربيع ” من الوصول الى حدود الدولة السورية ولكن هذه الدولة صمدت بوجه طوفانه العاتي على غير مما حدث مع الدول التي اشرنا اليها.
ان صمود الدولة السورية وقدرتها على المحافظة على مفهوم الدولة وادامة وجودها السياسي طيلة هذه السنوات الصعبة والقاسية هو وحده الذي اوقف تمدد انهيار الدول وانتشار المزيد من الفوضى وما يترتب عليه مما رأينا من المآسي مما يعجز عنها الوصف.
اذا فبقاء الدولة السورية ضرورة سياسية لابديل عنها ولا حياد من اجل المحافظة على الدولة في منطقتنا.
ومن اجل ذلك على الجميع ان ينسى خلافاته بهذا الشأن ويتخلى عن تناقضاته ويدعم بقوة البقاء السياسي لهذه الدولة التي تعتبر اليوم ساترا متقدما ضد المحاولات الخبيثة المتواصلة والرامية الى اعادة منطقتنا الى مرحلة ما قبل ظهور الدولة في التاريخ الانساني وما يترتب عليها مما ذكرنا مما لامجال لحصره وإحصائه.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here