فاضل الحلو ..
يتردد بين الحين والاخر مشروع الشرق الأوسط الكبير، وهو المشروع الذي قدمته الإدارة الأميركية لنشر الديمقراطية في الشرق الاوسط،ولو وضعنا تحليلاً مبسطاً لهذا المشروع، لوجدنا انه ينتهي بنهاية لا خلاص منها غايتها التطبيع مع الكيان الصهيوني وتذويب القضية الفلسطينية، وهي بالتالي تتويجاً لخطة اوسع، وتطويراً لمضمون ما اقرته الغرف المغلقة، من خلال اضفاء شرعية بتأمين تعدد الأطراف الإقليمية والدولية، سواء تلك التي تبنت هذا المشروع، أو البلدان المستهدفة به الا وهي بلدان الشرق الاوسط.
وبصرف النظر عن تلك العلاقة بين مشروع الشرق الأوسط الكبير والمشروعات الأخرى التي سبقته في تاريخ علاقة الولايات المتحدة بالمنطقة، هي تلك الظروف الجديدة دولياً وإقليمياً، التي يطرح فيها، وعلى نحو خاص ذلك التحول في السياسة الخارجية الأميركية بعد أحداث 11 سبتمبر عام 2001. مشروع الشرق الاوسط الكبير ذي الصبغة الامريكية والذي حاولت فرضه مبدئياً من خلال الاعلام ينظر له اصحاب الدراسات على انه تجسيداً للهيمنة الامريكية على المنطقة، وانعكاساً لنياتها تجاه المنطقة العربية بهدفِ تقسيمها إلى كانتونات عرقية ودينية بغية السيطرة الكاملة على مقدراتها وثرواتها الطبيعية .
فكرة المشروع ولدت مع ولادة الكيان الصهيوني إلا أنها لم تكن مطروحة كما عليه الحال اليوم , لأن إسرائيل كانت تعرف أنها تعيش في محيط لايتقبلها، وبالتالي جاءت الفكرة لتأكيد إنتمائها للشرق الأوسط وهو ما سيحقق أمنها المفقود .
المشروع الامريكي – الصهيوني مشروع للوصاية على الدول العربية ومشروع للسيطرة على مقدرات شعوب هذه الدول, وبالتالي رضوخها وقبول الكائن الهجين اسرائيل والانتهاء من حدوتة الصراع العربي الصهيوني ، باتجاه خلق شرق أوسط آمن كما رسمته معاهد البحوث الاميركية التي يسيطر عليها اللوبي الصهيوني.
Post Views: 3٬018