حسين علي الحمداني ….
فكرت أنْ أكتب في موضوعات كثيرة خاصة وأنَّ الساحة المحليَّة والعالميَّة فيها الكثير من الأحداث التي يمكننا أنْ نتناولها، ولكنني فضلت أنْ أتحدث عن العام الجديد الذي احتفلنا به بهدوء وأناقة عبرت عن شخصية الفرد العراقي بوصفه رجلاً مسالماً محباً للتعايش قادراً على صناعة الحياة بشكلها الصحيح، إنه شعبٌ متماسكٌ بقوة، رافضٌ بشدة لكل من يحاول تفتيته، شعبٌ أنتظر فجر اليوم الأول من العام الجديد ليطلق العنان لفرحه أنْ يصدح ليعبر بصدق عن بهجة عراقية متفائلة بعام جديد ليقول له أهلاً بك وبأشهرك وأسابيعك وأيامك في العراق، أهلا بك وأنت تحط في ربوع العراق الذي يفتح ذراعيه لك ليعانقك ويضع بين يديك أمنيات شعب ما زال يحلم بغد أفضل من يومه هذا.
نتمنى أنْ يكون عام 2019 مختلفاً عن الأعوام السابقة التي تمنينا فيها أشياءً كثيرة ولم تتحقق لأسباب عديدة، لهذا علينا أنْ نتفاءل ونحن نستقبل العام الجديد، قضيت بدايات العام الجديد في بغداد العاصمة التي اكتظت بالفرح وهي تستقبله لتعلن للجميع إنها مدينة السلام التي كان اسمها الأزلي، السلام الذي قاتلنا من أجله وفرحنا بقدومه مع إطلالة عام جديد, بغداد مدينة تفرح للجميع ولا تفرق بين هذا وذاك كما يفرق البعض ويحاول أنْ يقسمنا كما يشاء، وبغداد مدينة تعانق كنائسها منارات الجوامع كما تتعانق ضفتاها مع بعضهما البعض. في كل المناسبات نجد بغداد للجميع ومع الجميع.
التفاؤل كان الحدث الأبرز في عاصمتنا الجميلة مع إطلالة العام 2019 بدت لي عروساً في ليلة زفافها، كانت دجلة تتراقص بقدوم العام الجديد. ومن لا يعرف بغداد جيداً سيقول إنَّ المسيح ولد هنا في هذه المدينة التي مارست حق الحياة في بدايات يوم جديد لعام جديد نتمنى أنْ يكون عام كل العراقيين وهم يصنعون السلام وينشرون المحبة ويبنون وطنهم بسواعدهم.
الجميع ينتظر العام القادم، كلنا وضعنا تقويماً جديداً والفرح يغمرنا، قليل منا عاتب عام 2018 على ما جرى فيه من أحداث، أنا شخصياً لم أعاتبه لأنه لم يحقق لي ما كنت أحلم به، فضلت أنْ أرحِّل أحلامي للعام الجديد لعلَّ في أيامه توافقات تسمح بتمرير أحلامنا جميعاً رغم انها أحلامٌ بسيطة لكنها تحتاج لتلك التوافقات التي تعودنا عليها.
ذات مرة قلت لأحد الأصدقاء الذي أصبح في ما بعد (رجل سياسة) لماذا تبخلون علينا بتحقيق بعض أحلامنا، ابتسم وقال أنتم شعب أحلامه صعبة جداً تريدون كهرباء وماء وخدمات ومدارس وشوارع مبلطة وهذه (مستحيلة)، قلت له لماذا؟ قال عندما يتحقق لكم كل هذا ستكون هنالك (رفاهية) وبعدها لن تذهبوا للانتخابات لأنَّ المشاكل ستنتهي. قلت له نحن شعب لم يعد يفرق بين الأمنيات والحقوق وما نطلبه هي حقوق واجب عليكم تنفيذها لنا كشعب.
بالعودة لعام 2019 علينا أنْ نتفاءل لأننا قطعنا شوطاً كبيراً في عملية بناء الوعي التي نعول عليها في تصحيح الكثير من الأخطاء التي حضرت في السنوات السابقة.