فاضل الحلو …
إن مشكلة الطاقة الكهربائية في العراق ليست وليدة اليوم، فالبلاد تعاني من نقص حاد بالطاقة منذ اوائل الثمانينيات ، وقد تراكم هذا الأمر بعد العام 2003 بسبب تهالك محطات التوليد القديمة وما رافقها من عمليات تخريب خلال السنوات الماضية؛ لتزداد إثر ذلك ساعات انقطاع التيار الكهربائي، وهو ما حرى بالمواطنين أن يعتمدوا على مولدات الطاقة الأهلية، أو المولدات المنزلية الصغيرة وكلتاهما تضيفان أعباء مادية كبيرة.
كما ان افتقار الرغبة لدى المسؤول العراقي لتقديم وتحسين خدمات الكهرباء في ظل شعارات لا تغني ولا تسمن من جوع ،كل هذا الواقع المتقاعس أورث خدمات متهالكة في جميع مفاصل هذه الخدمة الضرورية ، وكان عام 2003 عاما تزايد فيه الإرهاب والفساد وقلة الخبرة، هو ثلاثي عنيد شكل جبهة أسهمت باستمرار في ضعف وإنعدام المعالجات الفعلية، لتثمر واقعا مزريا يعيشه المواطن العراقي .
اليوم وبعد ان شهد العراق بداية مرحلة جديدة بحكومة مختلفة عن سابقاتها ، نحن بحاجة لوضع ستراتيجية للمعالجة تبدأ من التوزيع والنقل لتصل للإنتاج والذي أشارت تقارير الحكومة إلى ارتفاعه لمستويات قياسية مقارنة بالأعوام السابقة، وبأرقام يمكن من خلالها توفير جزء كبير من حاجة الناس.
هذه البداية التي نأمل منها خيراً يجب ألا تنتهي إلا بالانتهاء من أدق التفاصيل تخطيطا وتنفيذا مباشراً .
قضية الكهرباء في العراق لا تتعلق بالمال، فقد تم هدر مليارات الدولارت دون جدوى، اضافة لغرق وزارة الكهرباء بالبطالة المقنعة ،إذ أن حلّ مشكلة الكهرباء في العراق، مثل بقية مشكلات البلاد، هي في الإدارة وليس في المال.
هي دعوة للحكومة العراقية بزرعها الثقة لدى المواطن , واعطائه جرعات من الصبر بانتظار الوصول لحل المشكلة بشكل جذري، واتخاذ قوانين تتابعها لجان نزيهة تعرف الله حقاً ، ومغادرة التبريرات المتكررة التي جعلت صيفنا يحتفل مراراً بنا نكاية بالشتاء الذي نستجديه العودة سريعاً.
Post Views: 2٬583