سالم هادي عبود …
الطفولة عالم رائع، بل هو استجابة لنداء صادق توجه به الطالبون صوب السماء {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ}. فكانت الاستجابة صرخة وليد شهد الحياة، و(أم) بكت فرحا لعطف الاستجابة، والاب نذر النذور وفرح ومرح يشهده الحضور، إنها الفرصة اذن بمقدم الطفولة.
وسرح الخيال وكل راح يخطط لغد هذا الوليد؟ ماذا سيكون وكيف سيكون؟ ومتى واين؟ حتى اقتحموا العقبة بتفكيرهم هذا، ولم يضعوا اي نقطة للتوقف او علامة للاستفهام انهم معذورون حقا فإنها نشوة الفرح.
ولكن لا استقامة لكل صراط فالكل خالف ما يجب ان يكون عليه المسير خطىً متعثرة ومسيرة عرجاء يفرضها الواقع لما يعنيه من اوجاع شتى انتهت للذي ما كنا نرجو ان يكون، ولعل الطفولة حدثاً فيها بل يمثل الاهمية الكبرى، فقد اوصى الذي لا ينطق عن الهوى(ص) في حديث له ( خذوهم صغاراً) باعتبار ان الطفولة هي مرحلة الهمة والاعداد نحو الفتوة والعمل والابداع.
لا غرابة أن تنتهي الطفولة الى هذا المنتهى في ظل نظام جائر قاد البلد من همٍ الى هم ومن مصيبة الى اخرى ، ولكن لما انجلى البعث وولت غمته السوداء فهل حقق القادمون ما كان الاطفال يرجون.
ان إلقاء نظرة على واقع الطفولة يفسر ان لا تغيير ولا تلمح في افقهم البعيد اية همة لغد افضل فالكل ثابت على شاكلته وبقى السير على ذات الخطى والسير على ذات الخطى انما هو سبيل العاجز اذ توعد الذين استوزروا على ان قادم الايام سيكون افضل ولكن ما الذي حققه قادم الايام ؟!!
إن نقطة الانطلاق الأولى صوب بناء النفس( المدرسة) اخذت بالانحدار بدليل انا لو اجرينا كشفا لمدارس الاطفال لوجدنا ان هنالك الكثير من المدارس التي اخذت الدولة بتهديمها بقصد بنائها باساليب حديثة افضل تتلاءم بروح العصر، بقيت مهدمة الى الان وتحولت الى بؤرة للقذارة داخل المدينة، ولو بقيت على بنائها السابق لاستوعبت الكثير من الطلبة بدلا من توزيعهم على بقية المدارس مما يؤدي الى زخم الطلبة ويكون سببا لعدم الفهم والاستيعاب وبالتالي تركهم للمداس وامتهان مهن منحدرة لها الكثير من الاثار على سلوكهم وتربيتهم وقد تكون سببا لانحدارهم في لون من السلوك غير المعتدل والذي قد ينتهي الى الجريمة، والدولة صاحبة المسؤولية الكبرى وبخاصة في موضوع المدارس لانها كما ذكرت هي الخطوة الاولى صوب بناء النفس وبخلاف ذلك سيكون ميتا رغم حراكه.
ولسان حال اطفال العراق يخاطب الدولة ( نحن الان ميتون ويقينكم بهتان عندنا فهل منكم من يبعثنا الى الحياة من جديد) .