فاضل الحلو …
قضيتنا لبناء العراق ليست مستحيلة، فالقضية مفادها عقول تفكر، وقلوب تملأها العزيمة، وهمم راسيات فى النفوس مغلفة بضمائر يقظة لا تعرف التغافل أو النسيان، نحتاج اليوم إلى ضمير المحارب الذى يأبى أن ينكسر أمام الصعاب حتى يتحقق النصر في كافة المجالات، فبالضمير الحى تُبنى الصعاب وينكسر المستحيل.
وللشعب العراقي تجاربه على مر العصور مع هذا الضمير، فقد بنى البابليون والسومريون حضارتهم التى انحنى لها العالم بضمائر ونفوس نقية كان هدفهم البناء والمجد لوطنهم، وها هم قد سبقوا الأمم بحضاراتهم وأبدعوا وبرعوا فى بناء المجتمع بالضمير الحى، وقد واصل الضمير مسيرة عطائه على مر العصور وواجهته الصعاب، وبتسيد حزب البعث في العام 1968 بدأت علامات التراجع واضحة فى كافة المجالات ودخل العراق فى غيبوبة مجتمعية أُصيب على أثرها بمرض عضال أثر على مسيرته وتقدمه فى حالة لم يسبق لها مثيل، اضف لها فترة التغيير وغياب التخطيط والاهمال الواضح كل هذا ادى بالتالي الى غياب الضمير الذي غابت معه أشياء كثيرة فى حياتنا فقدناها بفقدانه.
عراق اليوم يحتاج الى ثورة ضمير شرارتها من الأسرة ، ثم المدرسة والجامعة ، والسياسي الذي يضع العراق نصب عينيه لخلق جيل يدرك ان الاوطان بشعوبها .
ولدينا فرصة تاريخية الآن قد لا تتكرر كثيراً لبناء الوطن بضمائر نقية تقود البلاد إلى ثورة حضارية جديدة هى بالفعل قد بدأت لكن مسيرتها شاقة وصعبة ولكن بالضمائر النقية ليست مستحيلة، فمستقبل الوطن لن يُبنى بالأمانى، لكن حتماً سوف يُبنى بسواعد وضمائر العراقيين .
Post Views: 1٬288